بقلم – طارق تهامي
[bctt tweet=” منذ أيام التقت قيادات بمؤسسة الرئاسة وعلى رأسهم السيد عباس كامل مدير مكتب الرئيس السيسى، بممثلى شباب الأحزاب” via=”no”]، استمراراً للقاءات التى قررها الرئيس عقب مؤتمر الشباب بشرم الشيخ! شهد اللقاء، قيام طارق مبروك ونشوى الشريف ممثلى شباب حزب الوفد، بطرح قضية غاية فى الخطورة، وهى سعى شباب «بعض الأحزاب» لتأسيس كيان خاص بالشباب، على أن تكون له لائحة، وميزانية، وتشكيل إدارى، وأطلقوا عليه «الكيان المؤسسى للشباب» ويتكون من لجان نوعية متخصصة!
شباب الوفد أعلنوا خلال الاجتماع، الذى حضره وزراء الشباب والتضامن والتعليم والتنمية المحلية، رفضهم للكيان لأسباب واضحة ومعلنة ومنطقية، منها: أن هذا الكيان سيؤدى إلى تقسيم شباب مصر، بين شباب، أقلية، منتمٍ للكيان، وشباب، أغلبية، غائب عنه! كما أنه يعيد للأذهان صورة «منظمة الشباب» فى الستينات، والتى تم عن طريقها تأميم العمل الشبابى والسياسى، لصالح حزب واحد، هو الاتحاد الاشتراكى، وهو زمن غير الزمن، وظروف لا تتناسب مع أوضاع مصر الآن! وقالوا إن تأسيس هذا الكيان بلائحته المهيمنة على كل ما يتعلق بأنشطة الشباب فى مصر، سيلغى أدوار وزارات عديدة منها وزارتا الشباب والتضامن! الكلام الأخطر، الذى قاله شباب الوفد، هو أن «بعض» شباب الأحزاب المعجبين بهذه الفكرة قاموا بالترويج لشائعة تقول إن هذا الكيان يتم تأسيسه بمعرفة مؤسسة الرئاسة! بل إن عددا من الشباب الرافضين للكيان، ساروا على نهج التأسيس، بعد أن قيل لهم، إن الكيان هو رغبة شخصية من الرئيس! وقال شباب الوفد إن هذا الكلام هو بداية شائعة تحتاج لتفسير، لأن الرئيس منذ تولى سلطاته يتبنى مصالح كل شباب مصر، وهو رئيس لكل فئات الشباب!
[bctt tweet=” الرد على شباب الوفد كان واضحاً من السيد عباس كامل، وهو أن الرئيس بعيد تماماً عن التدخل فى هذه المناقشات التى جرت بين الشباب” via=”no”]، وقال إن الرئيس السيسى أعطى تعليمات واضحة، بضرورة قيام الشباب «وحدهم» باختيار ما يناسبهم من وسائل عمل تسمح لهم بالاندماج، والمشاركة، والقيادة، دون تدخل من أجهزة الدولة!
هذا كلام محترم، ويستحق أن نقوله للناس، حتى يعرفوا، أن هناك من يريد الحصول على مكاسب خاصة، ولو على حساب المبادئ، أو عن طريق إطلاق شائعة حول رغبة الرئيس فى تأسيس كيان بهذه المواصفات، رغم أن الرجل يسعى منذ بدايات مدته الرئاسية للعمل مع الجميع دون تمييز، ولكن هناك من يريد الحصول على الفوز السريع من خلال الادعاء، باقترابه من مركز صنع القرار! وحتى لو استخدم طريقة مسيئة للإنجاز المهم الذى خرج به مؤتمر شرم الشيخ، فقد اطمأن الشباب «جميعهم» عقب المؤتمر أنهم شركاء وليسوا متفرجين!
طبعاً.. فى كل زمن يوجد من يريد الاقتراب من السلطة بأى وسيلة، حتى لو كان الثمن هو العودة للوراء… لقد حاول شباب آخرون خلال فترة الرئيس المؤقت المحترم عدلى منصور، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، تنفيذ نفس الفكرة، وأعلنوا بعد الاتصال بمستشاره السياسى، الدكتور مصطفى حجازى،عن تنفيذ ما يسمى «مفوضية الشباب» وكانت شبيهة بما أطلق عليه منذ أيام «الكيان المؤسسى» وكانت تمثل احياءً لمنظمة الشباب، وهاجم الوفد، من خلال بيان أصدرته اللجنة النوعية للشباب، تأسيس هذه المفوضية التى تعيد للأذهان ذكريات مؤلمة! وقال البيان وقتها «تأسيس مفوضية الشباب يتعارض مع نصوص الدستور الذى وافق عليه 99% من الناخبين الذين ذهبوا لصناديق الاقتراع، فقد نص هذا الدستور على منح الشباب 25% على الأقل من مقاعد المجالس المحلية بما يوازى 13 ألف مقعد تقريبا، وبالتالى فإن تشكيل المفوضية سوف يتناقض مع نصوص الدستور الذى قرر صراحة مجال تمثيل الشباب عن طريق الانتخاب، لأن المفوضية سوف تمثل تنظيماً موازياً وفوقياً يتعالى على الشباب المنتخب فى المحليات فى كافة الأحياء والقرى والنجوع».
وقد ألغى الرئيس عدلى منصور، فكرة تأسيس المفوضية بعد بيان الوفد.. نفس الكلام قاله شباب الوفد، منذ أيام، ولقى رأيهم نفس الرد «المحترم» من مؤسسة الرئاسة.
مثلما ننتقد، ونكتب ملاحظاتنا على السلبيات التى تتسبب فيها أجهزة الدولة المختلفة، يفرض علينا الواجب، أن نشيد بمؤسسة الرئاسة فى موقف مهم يرتبط بحق «كل» شباب مصر فى التعبير عن أفكارهم، ومناهجهم، ووجهات نظرهم فيما يمر به الوطن من قضايا، من خلال المؤسسات التى نص عليها الدستور، وليس من خلال كيانات موازية!