بقلم – سامي أبوالعز
[bctt tweet=”20 يناير الجاري تاريخ هام سوف يتوقف عنده المؤرخون طويلاً ليرصدوا ويحللوا نقطة تحول في موازيين القوى” via=”no”]، وإعادة رسم خارطة العالم وبناء تحالفات جديدة، وهدم أخرى استمرت لسنوات طويلة وعانى العالم من ويلاتها، ويعلم الله وحده كيف سيكون مستقبل العالم بعد تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم رسمياً في الولايات المتحدة الأمريكية.
الدول العربية والإسلامية ستكون الأكثر تضرراً بالطبع في ظل ولاية ترامب المتشدد فكرياً .تجاه غالبية العرب وسياستهم، ولازلنا نذكر رأيه في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية خلال حملته الانتخابية، وما يكنه في صدره من غل وحقد تجاه العرب والمسلمين على وجه الخصوص.
وكعاداتنا نحن العرب لا نجيد لعب السياسة على أصولها، ونلعب على المكشوف .استناداً على خزائن الأموال التي لا تنضب، كتلت دول عربية إمكاناتها لنصرة هيلاري كلينتون على منافسها، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، وفاز ترامب ولم يفلح التمويل في إنقاذ هيلاري، وبات على شيوخ وأمراء العرب مجبرين التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي ربما كانت الأكثر قوة وشراسة خلال المرحلة المقبلة.
[bctt tweet=”في ظل مؤشرات توجه ترامب، فإنه استطاع أن يبين ملامح توجهاته المرحلة القادمة ” via=”no”]من خلال رسالتين وجههما لروسيا بعد طرد أوباما لـ 35 من دبلوماسيها، ولإسرائيل بعد امتناع إدارة أوباما عن استخدام الفيتو ضد قرار الاستيطان، بكلمة واحدة فقط لخصت التوجه ورسمت المستقبل الذي ربما كان أحلك سواداً من سابقه، قائلاً«هانت»في إشارة واضحة إلى قرب توليه السلطة!
يبقى المؤشر التركي حيث كان أردوغان الحليف الأقوى للدول الخليجية التي تقاتل منذ سنوات لإزاحة بشار الأسد عن سدة الحكم، وقد تحول الحاكم العثماني بقدرة قادر إلى النقيض وهاهي الأنباء عن التنسيق التركي الروسي لإصلاح مسار الحل السياسي في سوريا، ومن ناحية أخري فيجب ألا نجهل التفاهمات التي دارت مؤخراً بين تركيا وإيران وروسيا للتعاون حول النزاع السوري ما يعني خلق المثلث الروسي الإيراني التركي الذي يعد الأخطر خلال المرحلة المقبلة.
باختصار.. العالم يتبدل ويتغير من حولنا والقادة والرؤساء العرب أجنداتهم لا تتعدى خطوات تحت أقدامهم .، معتمدين على خطط تكتيكية عفا عليها الزمن، غير مدركين للمخاطر التي تحيق بهم من كل مكان، وخدعوا أنفسهم أنهم في مأمن معتمدين على تكتلات فئوية، ونظرة بسيطة للعراق وسوريا وليبيا واليمن ربما نبهت النائمين من غفوتهم فالخطر على الأبواب..ويبقى سؤال أين جامعة الدول العربية؟ وما هو دورها في النزاع العربي العربي،وما يحيق بأمتنا من مخاطر خارجية..صح النوم يا عرب!! .