بقلم – عمرو حسين:
نتسرع كثيرًا بإصدار الأحكام وتعليقات بعضنا على بعض، ونحاول فى أوقات أن نوجه الآخرين بجمل نعتقد فى داخلنا أنها قد تعيد من نحب إلى مسار نرضاه، وأن نرهب آخرين بكلمات لنمنعهم عن الخوض فى مسار لا نرضاه.
إن الكلمات هى لغة التواصل الأولى فى عالمنا وإن اختلفت اللغات فنغمة الصوت تحدد ما إن كنا فرحين أم غاضبين سعداء أم تعساء.
يحب الطالب أو يكره ما يدرس من كلمات مدرسه، فإن كان صاحب كلمات بسيطة ورقيقة يجتذب من يطلب العلم وإن كان فظًا غليظًا انفض كل من حوله.
كذلك علماء الدين من كانت له لغة جذب لمريدى علوم الدين يتسارع الكثيرون ليسمعوه، فكلامه يدخل مباشرة من آذانهم لقلوبهم والعكس صحيح فمن كان يستخدم كلماته للترهيب، انفض من حوله من يمتلك عقلًا مفكرًا، ويبقى من كان عقله جهولًا، ومن تتوفر فيه مواصفات التابع الخائف ومن ليست له شخصية. كذلك الأزواج والزوجات فكلمات بسيطة كفيلة بأن تجعل الحياة أكثر إشراقًا من خلال حياة كلها متاعب. فالزوج يبحث عن كلمات يشعر فيها بأن من تشاركه حياته تعى جيدًا ما يبذله من مجهود للارتقاء بأسرته والزوجة تبحث عن كلمات تشعرها أنها ما زالت ملكة ذلك العرش الذى توجت فيه وأنها تتمتع دائمًا بنظرات الإعجاب من زوجها، وأنه يقدر أيضًا ما تبذله من مجهود لإنجاح تلك الشراكة والعلاقة.
نرتاح كثيرًا إن سمعنا بعض الكلمات من السياسيين فقد يشعروننا بأننا على وشك أن نكون فى دولة ذات اقتصاد قوى، وأن المعيشة ستكون أكثر راحة وتضيق بنا الدنيا فى مرات أخرى حينما نستمع إلى عقبات أو مشاكل ولا نسمع حلولًا وآخرون يحمسون الشباب والكبار للعمل الجاد وبعضهم يحبطون الشباب بكلمات لا تتفق مع الواقع.
كلها كلمات ومن يستطع أن يتقن كلماته، فقد فاز فوزًا عظيمًا.
يحكى أن ملكًا حلم ذات ليلة بأن كل أسنانه تقع، فأحضر مفسرى الأحلام، ليفسروا له حلمه، ففسر الأول الحلم للملك بأن كل أسرته ستموت فانتفض الملك من كلماته، وقرر أن يسجن المفسر وطلب أن يأتوا له بآخر فذهب الآخر، وفسر بنفس تفسير الأول، فسجن أيضًا، ودخل الثالث والرابع والخامس والكل الآن ينعون حظهم فى زنازينهم، إلى أن جاء مفسر يتقن استخدام كلماته، وقال للملك إن هذا الحلم عظيم فهى بشرى خير لك يا سيدى، فتفسير الحلم أنك الأطول عمرًا داخل أسرتك وإن الله وهبك ذلك العمر لتحافظ به على مملكتك.
فشعر الملك بالسعادة وأثنى على ذلك المفسر بالهداية. إننا نملك أن نكون سعداء، وأن نسعد من حولنا ولكننا لا نتحكم فى ألسنتنا بما يليق بنا، فلنتدرب على تلك المهارة، فقد تكون أحد الأسباب لعلو شأننا.