بقلم – كمال عامر:
بدعوة من وزارة الشباب والرياضة، حضرت توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة ومؤسسة مصر الخير ومؤسسة أجيال بمركز شباب الجزيرة الثلاثاء الماضى والمهندس خالد عبدالعزيز والدكتور على جمعة والدكتور محمد الرفاعى، لانطلاق المرحلة الثانية من مشروع قيم وحياة وهى عبارة عن الترويج بين المجتمع من خلال حملات توعية بالمحافظات للقيم التى تساهم فى تكوين وترابط المجتمع بمشاركة مجموعة من المتطوعين الشباب. المشروع يهدف إلى تدريب ١٦٢٠ من النشء والشباب فى ٤٠٥ مدارس و١٣٥ مركز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، وتنفيذ ٣٦٠ مبادرة شبابية ودمج ٢٧٠ من مؤسسات المجتمع المدنى، ويعمم فى ١٣ محافظة الآن والمرحلة الثالثة لنشر قيم الحياة داخل محافظات الحدود. قبل التوقيع استمعت إلى حوارات جانبية حول الموضوع ودور مؤسسة مصر الخير وإلى كلمات وتصريحات صحفية من جانب الوزير والشيخ ود. أمل جمال وكيل أول وزارة الشباب المهتمة بالموضوع ومحمد الخشاب المدير التنفيذى لوزارة الشباب، ووجدت حماسًا واضحًا حول ما تم قطعه فى هذا المشوار بخصوص الترويج ونشر قيم الحياة بين الشباب، وأيضًا النجاحات.
من المعروف أن الأغلبية منا تتصور بأن هناك ترتيبًا للاحتياجات بالنسبة للشباب وغيرهم، وهى على قناعة بأن التوظيف يأتى قبل القيم. والطعام قبل الصلاة والمقررات التموينية قبل التعليم، وأعتقد أن معظم الأصوات الإعلامية لا تلتفت إلى برامج القيم أو ذات الطابع الأخلاقى، وبالتالى جماهيرية تلك البرامج لا تجد الاهتمام الكافى إذا ما تمت المقارنة بينها وبين وبرامج البحث عن الإسكان أو الغذاء أو الأسعار. ومن الواضح أن الإعلام بالتالى غير مهتم بالنضال بشأن الترويج للأفكار الأخلاقية، وهناك فتور حول المتابعة.
خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، يتحرك فى عمله وسط أكبر وأهم آلة إعلامية موجودة، والإعلام الرياضى فى مصر هو صاحب أكبر نسبة مشاهدة والأكثر تأثيرًا نظرًا لثقافته واهتمامه بالرياضة، والتى تجذب كل شرائح المجتمع المصرى عكس بقية أنواع الإعلام والتى تفتقد إلى التوافق.
الإعلام الرياضى يتابع كرة القدم، وهى الأهم ويقل اهتمامه إذا ما ابتعد عنها، والملاحظ أن الإعلام الذى حضر إلى استراحة مركز شباب الجزيرة للتعمق فى الموضوع والبحث عن خططه أو الجديد فيه كان عبارة عن برنامجين فى الإذاعة الشباب والرياضة وصوت العرب وبرنامج تليفزيونى محطة ماسبيرو وموقع غير معروف.
د. جمعة تحدث عن خطط مصر الخير والشركاء من جهات أخرى بشأن إصلاح المجتمع بنشر القيم والحياة والاعتماد على الشباب فى الترويج.
وأنا أتابع المشهد استحوذ على تفكيرى غياب الإعلام عن المتابعة والمشاركة والتفاعل على الأقل بالحضور كشريك مهم وفعال، لينقل المشهد وبالتالى ترتفع نسبة النجاح. غياب الإعلام عن مثل هذه المشروعات أمر يوضح عدم الإيمان بأن مجتمعنا يحتاج لمثل هذه النوعية من البرامج أو أنها برامج بلا متابعين أو إعلانات. والحقيقة أن مجتمعنا فى معظم ما يعانيه يعانى من أزمة غياب الأخلاق والقيم.. التاجر الذى يغالى فى الأسعار وسائق التاكسى غير الملتزم بالعداد والطبيب الجشع وغيرهم من شرائح المجتمع، هم مجموعات على خصومة مع القيم الأخلاقية، ولا يعرفون مصطلحات مثل الضمير أو التسامح والاحترام. المجتمع فى مصر محتاج للقيم، وهو فعلًا يشكل الحياة، وما نعانيه الآن هو نتيجة لغياب تلك القيم أو تغيبها.
الاتصال يبدأ من هنا. دون ذلك ستظل التنمية تذهب لجيوب الغشاشين والمناصب لأصحاب الواسطة وغش الأسواق سيزداد.
الحكومة لن تعلم الشعب القيم. دى قضية كل من يعيش داخله: الأسرة والجامع والكنيسة والمجتمع المدنى والنجوم فى كل المجالات كقدوة. تطور المجتمع مشكلتنا كلنا وتنميته وتقدمه مسئوليتنا. الإصلاحات المختلفة فى الاقتصاد والتعليم والصحة لا تنفع فى غياب سلوكيات صحيحة والقيم هنا هى المعلم، ولو لم يحدث ذلك سنظل ندور وسط دائرة قطرها متر أو متران وسيظل الحال كما هو.
لننسخ تجارب الدول المتقدمة ولنركز على القيم ثم القطاعات الأخري.
غياب القيم عنا يجهض خطط الدولة فى التنمية وبناء مجتمع سليم متطور على أساس منظومة قيمية يدفع بالدولة لمكانة نحن جميعًا نتمناها والدول المتقدمة تهتم بأن تسير الإصلاحات جنبًا إلى جنب مع تعميق قيم المجتمع. الإعلام غاب عن البروتوكول الموقع بين المهندس خالد عبدالعزيز والدكتور على جمعة بخصوص بدء الخطة الثالثة لنشر قيم الحياة بين المجتمع بمحافظات الحدود، سلوك يوضح أن لا أحد مهتم. وأننا نتكلم أكثر مما نفعل.