بقلم – رشا يحيى:
وقف الرئيس السيسى وسط لفيف من رجال الدولة، يستمع إلى سيدة أسوانية أصرت أن تقابله وتسمعه شكوتها، وقد حذرها أحد الرجال ألا تقترب لأن الرئيس سيضربها بالنار!!..وردت عليه بأن الرئيس لا يضرب شعبه بالنار وقالت: «أهو حضنى».. سمعنا السيدة وهى تلهث فى كلمتها من فرط سعادتها وذهولها أنها أمام الرئيس، وارتمت على كتفيه مرتين، والرئيس يهدئها بكلماته الحانية ونظراته الحاضنة وطلب مياها ليسقيها بيديه لتهدأ، وقالت بعد دعائها للرئيس: «أنت الرئيس الوحيد إللى حافظ على شرف المرأة المصرية».. أخذ الرئيس فى بث الأمان داخلها ووعدها بدراسة وحل مشكلتها.. ورغم يقينى أن جميع رؤسائنا لم يفرطوا يوما فى شرف المرأة المصرية وأن السيدة لم تقصد معنى ما قالته، لأن شرف المرأة المصرية مصان من قديم الأزل.. ولكن الرئيس أكثر الرؤساء تقديرا للمرأة وتكريما لمواقفها العديدة فى حماية مصر خاصة خلال السنوات الأخيرة، وأنها مازالت تحمل على عاتقها شراسة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى نعيشها، وهى التى تفقد رجالها استشهادا فى سبيل الله والوطن.. لا يختلف أحد على إنسانية الرئيس السيسى وفرط مشاعره وحنانه الفياض فهو يبكينا بضميره الحى وعيونه البكاءة أمام المآسى التى يراها ولا يستطيع إلا التخفيف بإزالة بعض المتاعب التى تواجههم، أعان الله فخامة الرئيس على تخطى تلك المرحلة شديدة الصعوبة، ولا أعرف لماذا تذكرت أسرة الرئيس مبارك وأنا أرى تلك السيدة وهى تلقى بهمومها ورأسها على كتف رئيس الدولة، وأخذنى تفكيرى فى تجوال فى حياة الرجل الكبير سنا ومقاما فقد حكم مصر ثلاثين عاما وكما قال: «التاريخ سيحكم عليه بما له وما عليه».. ولكن يقدر له أنه حقن الدماء، وأنه بطل أكتوبر، بالإضافة لكونه تحمل الكثير بعد نكسة ٦٧ فى إعادة بناء الطيران وإعداد الطيارين، ومن لا يعرف دوره عليه أن يقرأ كتاب «كلمة السر: مذكرات محمد حسنى مبارك من يونيو٦٧ لأكتوبر٧٣» ليعرف دوره العظيم، وبغض النظر عن أى شيء، الرئيس مبارك يحتاج نظرة إنسانية.. ويأبى أن يطالب كما نطالب..فهو رجل عسكرى والعسكرية المصرية تربى أبطالها على التحمل والجلد مهما اشتدت الصعاب، فتهون حياتهم أمام إظهار الضعف والانكسار، هكذا هم رجالنا الأبطال فى القوات المسلحة بجميع فروعها لذلك نرى الرئيس مبارك يتحمل ما كتبه الله عليه فى صمت ورضا دون شكوى أو مناشدة بعد أن تخلى عن الحكم وأصبح من حقه أن يطالب كمواطن مصرى له كل الحقوق، أليس من حق الرئيس مبارك أن يستكمل حياته وسط أبنائه وأحفاده مع شريكة العمر والحياة السيدة الفاضلة الصامدة سوزان مبارك، والتى تحملت الكثير من الطعنات والسهام فى حقها وحق أسرتها رغم ما قامت به من دور عظيم فى الثقافة المصرية وحقوق المرأة والطفل!!..ولا يجب علينا أن نهيل التراب على ما فعلته!!..إننى أشعر بغصة ومرارة فى الحلق كلما تذكرت الرئيس مبارك وزوجه والإقامة الطويلة فى المستشفى.. فكم مرت على والدى فترات طويلة للإقامة فى مستشفى الشرطة بسبب إصابات أثناء الخدمة، وأعلم جيدا قسوة تلك الأيام وطعمها المر.. مهما توافرت الخدمات بالمستشفى، فكنا دائما نحلم بيوم خروجه وكان كعيد بالنسبة لنا.. لذا ذهب خيالى إلى عقل وقلب أحفاد الرئيس مبارك فريدة جمال وعمر علاء مبارك.. وتخيلتنى مكانهما ودون القيود الأسرية الصارمة التى تفرض عليهما التحرك والتصرف الراقى والملتزم، وأعتقد أننا جميعا نتلمس ذلك فى أسرة مبارك التى جبلت على التحمل والصمود، لذا أكتب باسمهما مناشدة للأب الحنون والرئيس الإنسان الذى يحمل همومنا ويساعدنا ويساندنا طالما -كما قال- لا نحمل سلاحا فى وجه الدولة وهو ما ثبت يقينا من جميع أفراد أسرة مبارك.. «سيادة الرئيس: ست سنوات مضت علينا اقتنص غياب الراحة والأمان منا أجمل سنوات طفولتنا، افتقدنا حنان الأب والجد ورعايتهما.. سنوات ووسائدنا تمتلئ بدموعنا لأننا نخشى أن يرى أحد تلك الدموع فنزيد شقاء أمهاتنا وجدتنا الحنون التى تحملت كثيرا لكى تخفى علينا أحزانها وعانت أمهاتنا كثيرا فى إظهار القوة والصلابة وهن يعانين أشد المعاناة.. سيادة الرئيس: لقد منّ الله علينا بعودة أبوينا إلى أحضاننا وشعرنا بكثير من الراحة والأمان ولكن يا سيادة الرئيس نحتاج إلى جدنا وكبير عائلتنا.. نحتاج أن نلتف حوله ونستمع إلى حكاياته ونشبع منه.. أليس حقا لنا أن نراه فى بيتنا وأن ننام على سريره بين أحضانه!!..أليس لنا حق فيه!!..إننا نراه سويعات قليلة تمر سريعا دون ارتواء!!..سيادة الرئيس: نعلم أن لكم أحفادا تحبونهم ويملأون حياتكم بالسعادة والفرحة، وجدنا أيضا يحبنا ولا يستطيع الاستمتاع بنا والتحاور معنا.. سيادة الرئيس: لقد مضى ست سنوات كبرنا أكبر من أعمارنا، وسمعنا وشاهدنا الكثير ما يفوق خيالنا، ونعشق بلدنا مصر الحبيبة كما تعلمنا من أهلنا، وكما قال جدنا(ولدنا فيها ونعيش بها وسندفن فى ترابها).. لم تهن علينا كغيرنا حبا فى النفس فنتركها درءا للمصاعب والمتاعب، وسنظل خادمين لوطننا حارسين لترابه.. وكما تقول قصيدة أبى فراس الحمدانى (بلادى وإن جارت على عزيزة وأهلى وإن ضنوا على كرام) سيادة الرئيس حلمنا وتمنينا أن تلتئم جراحنا بلمة عائلتنا فى بيت واحد ونجتمع على مائدة واحدة نقتسم الضحكة واللقمة ونشعر كباقى المواطنين المصريين بالحماية والأمان.. فهل يا سيادة الرئيس لم يأن الأوان لعودة الجد للأحفاد!