ظهر مرة أخرى بعد غياب استمر لمدة عامين.. إنه السيناتور الأمريكى جون ماكين هذا الرجل الذى يعد عراب جماعة الإخوان المسلمين أو المحامى الخاص بها.. فهذا الرجل هو من عين نفسه وصياً على شعوب المنطقة وهو من أعطى الإذن لجماعة الإخوان أن يفعلوا ما يحلو لهم فى المنطقة واعتقدوا أنهم ملكوا الدنيا والآخرة معاً عندما أبلغ خيرت الشاطر أن الإدارة الأمريكية تبارك ترشحه للرئاسة.
جون ماكين مهندس صعود الإخوان فى تركيا وتونس ومصر والمغرب واليمن، وهو من يدافع عنهم فى ليبيا الآن.. هذا الرجل تحدى إرادة المصريين مرتين؛ الأولى عندما تعاون مع خيرت الشاطر وقام بتهريب المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الأجنبى، هربوا هم وتم حبس المتهمين المصريين فقط، والمرة الثانية عندما أتى إلى مصر فى أغسطس 2013 وقال إن ما حدث فى مصر انقلاب متجاهلاً خروج ملايين المصريين الرافضين لحكم الإخوان فى مظاهرات كانت فى كل قرية ومدينة.
هذا الرجل الذى زار مصر 6 مرات فى عامين حتى تولى الرئيس المخلوع مرسى الرئاسة وفى كل مرة يأتى تحدث مجزرة يروح فيها ضحايا بالعشرات من ورط الإدارة الأمريكية فى مواقف جعلت أوباما يخرج من البيت الأبيض غير مأسوف عليه ومهزوم وأشبه بالمطرود.
فهذا الرجل الذى هدد بقطع العلاقات المصرية الأمريكية فى حالة فض اعتصام رابعة العدوية بالقوة وهو الذى تجاهل كل جرائم الإخوان أثناء فترة حكمهم ضد الشعب المصرى وضد الحريات وضد الإعلام وضد القضاء واعتبرهم سجناء سياسيين وطالب بالإفراج عنهم ولم يستطع أن يوجه لهم اللوم عن جرائمهم ضد المصريين.
فهذا الرجل عندما زار تونس منذ عامين حرص على لقاء زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشى وقيل وقتها إنه ناقش معه سبل معالجة تراجع موقف التنظيم فى الدول العربية وخسارته لكل الأرض التى كان يسيطر عليها فى مصر وليبيا واليمن وسوريا والأردن.
هذا الرجل لديه معرفة بكيفية دخول 30 ألف مقاتل للأراضى السورية من أعضاء الجماعات الإسلامية والدينية ومن قدم لهم السلاح ومن قام بتدريبهم ومن حول الثورة السورية من ثورة سلمية إلى ثورة دموية راح ضحيتها مئات الآلاف من البشر وتم تشريد الملايين كل هذا من أجل تمكين الإخوان المسلمين من حكم سوريا.
وعودة جون ماكين إلى المنطقة بزيارة بدأها بتركيا وعقد لقاء مع رئيسها أردوغان استمر 80 دقيقة كما قالت الوكالة الرسمية التركية، ثم زيارة السعودية ولقائه بالعاهل السعودى، يلقى بالشك حول ما يتم التجهيز له خاصة أن ماكين أول من عارض موقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضد جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جماعة إرهابية وانتقد تقرير مستشار الأمن القومى المستقيل من الجماعة.
وتأتى زيارة ماكين بعد سلسلة تقارير تصدرت الصحف والمواقع والقنوات الإخبارية الأمريكية كلها تتغنى بجماعة الإخوان ونبذها للعنف والإرهاب وأنها رمز الوسطية فما يحدث ليست مصادفة لكنها مقصودة ومخططة ومدروسة فهذا الرجل جاء كى يعطى للإخوان قبلة الحياة مرة أخرى وكانت البداية من تركيا التى تجمع كل قيادات الإخوان.
أتمنى ألا نرى هذا الرجل على أرض مصر مرة أخرى لأن الذى يرفض الاعتراف بإرادة المصريين ومن يحمى الإرهاب ويتسبب فى مقتل مئات آلاف من أبناء الشعبين السورى والليبى ويدافع عن جماعة تؤذى المصريين يومياً، لا يمكن أن يكون مرحباً به على أرضنا، فعودة عراب الإخوان فيها سم قاتل ليس لمصر فقط ولكن لكل الدول العربية الرافضة لهذه الجماعة التى قامت على الدم والتعالى والغرور ولكل قيادة عربية وضعت يدها فى يده.