المجالس – وكالات:
وسط جموع من أعضاء الجماعة الإسلامية في مدينة الجمالية بالدقهلية، دخل رجل خمسيني أنيق في سيارة معلق عليها شعار رئاسة الجمهورية، وأخبر الحضور بأنه مندوب الرئيس عبدالفتاح السيسي لتقديم التعازي في الفقيد، فرحب به المواطنين والتفوا حوله، وحاولوا التقرب منه والتعرف عليه وبادروا بالتعريف بأنفسهم له.
“سيادة الرئيس السيسي كلفني رسميًا بإني أبلغ تعازيه لأسرة الفقيد فضيلة الشيخ عمر عبدالرحمن، وتمني لهم دوام الصبر والسلوان، ويعزيهم في هذا العالم الجليل” هكذا تحدث هذا الشخص مع “الوطن” وعرف نفسه بأنه المستشار السيد الدويك، وجلس وسط الحضور، ثم امتنع عن الكلام لأنه لا يحب الظهور الإعلامي.
6 ساعات والرجل شاهد على جميع مراسم الجنازة، حاولنا التأكد من وجوده بصفة رسمية فأكدت القيادات الأمنية بالمحافظة أنه لم يتم إخطارهم بوصول أي مندوب للرئاسة، وأنه سيتم البحث عن هذا الشخص والتعرف على هويته، وخلال هذه الفترة كان الجميع يتعرف عليه ودخل قاعة “ضي القمر” وتناول الطعام وسط أفراد الجامعة، ليؤكد لهم أنه إنسان بسيط ومتواضع والتقط الصور التذكارية مع أهالي المدينة.
وأذاعت مكبرات الصوت وصول مندوب رئيس الجمهورية للمشاركة في تشييع جثمان الشيخ عمر عبدالرحمن، وأشاد الجميع بموقف الرئيس كما قدم نجله الشكر لرئيس الجمهورية عبر وسائل الإعلام التي أجرت الحوارات معه لإرساله مندوب لتقديم العزاء في والده.
وأكد شهود العيان، أنه ما زاد من التفاف المواطنين حول هذا الشخص لقائه مع رئيس مجلس مدينة الجمالية المهندس فرج شعبان، والذى رحب به بشدة وتحدث معه عن إنجازاته بالمركز ووعده مندوب الرئيس بإرساله لأخذ فرقة إعداد قادة تمهيدًا لتعيينه وزيرًا لأنه توسم فيه الوطنية والاجتهاد في العمل.
وأجرى اتصالًا بأحد الأشخاص ادعى أنه قائد عسكري مسؤول عن اختيارات الوزراء وأبلغه اسم رئيس مجلس المدينة تمهيدًا لوضعه ضمن فرقة إعداد القادة القادمة، كما التقى بصاحب مستشفى خاص بالجمالية والذي أصر على دعوته لتناول عشاء فاخر معه بعد انتهاء العزاء ووافق هذا الشخص.
وتحركت الأجهزة الأمنية تحت إشراف اللواء أيمن الملاح مدير الأمن واللواء مجدي القمري مدير المباحث، وضباط وأفراد الأمن السريين لرصد تحركات مندوب الرئيس المزيف وتمكنوا من رصده أثناء سيره وسط المشيعين وسط مجموعة من أهالي مدينة الجمالية وأعضاء من الجماعة الإسلامية وتم استدراج المتهم في هدوء بعيدا عن العزاء تمهيدا للقبض عليه.
وعقب انتهاء الجنازة والتي استمرت حتى العاشرة مساء تم استدراج الشخص بعيدًا بحجة تناول العشاء وكان بالقرب منه العميد محمد الشرباصي، رئيس البحث الجنائي والعقيد عمرو رؤوف، رئيس فرع شمال الدقهلية، والرائد محمد البنا، رئيس مباحث الجمالية، وتمكنوا من القبض على مندوب الرئاسة وسائق السيارة التابعة له وتم نقله لمركز شرطة الجمالية لمناقشه وفي البداية أصر على ادعائه وأنه مندوب للرئاسة بينما أكد أنه يعمل في جهة حساسة لا يمكن أن يفصح عنها وتم مواجهته بالفيديوهات التي تضم تصريحاته داخل العزاء.
وبالفحص تبين أنه يحمل جواز سفر واسمه السيد عبدالخالق محمد الدسوقي الدويك مواليد 1967 من مواليد بلطيم ومقيم بمحافظة الغربية والمهنة محرر إلكتروني، وتبين أنه مسجل خطر فرض سيطرة “ب” برقم 576 وله 10 قضايا انتحال صفة وأموال عامة وحريق عمد ومطلوب ضبطه وإحضاره في عدة قضايا ولتنفيذ 3 أحكام.
وبتفتيشه عثر بحوزته على صور مفبركه مع الرئيس السيسي وبعض قيادات القوات المسلحة بالإضافة لمبلغ 2000 جنيه وكارنيه نائب وزير التربية والتعليم بالإضافة لشكوى من أحد عمال مجلس المدينة الجمالية يطلب فيها إجراء جراحة عاجلة وأشر عليها مندوب الرئيس المزيف بالأحمر “وزير الصحة”.
واعترف بارتكاب الواقعة ومحاولته التعرف على بعض الشخصيات الموجودة بالعزاء تمهيدا للنصب عليهم.
تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل للنيابة العامة للتحقيق.