«الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية».. نسمع كثيرا هذه العبارة ونتفهم أنه مهما اختلفنا فى الآراء لا بد أن نحافظ على ما بيننا من علاقة فربما أنك تتفهم موضوع ما بطريق والآخر يتفهمه بطريقه أخرى وتفهمك للأشياء تأتى من خلال عوامل كثيرة من بينها تعليمك وتربيتك وثقافتك وبيئة نشأتك
ربما أنك تتفهم المواضيع بالشكل الصحيح وربما تتفهمه بشكل خاطئ وكذلك من يحاورك ولكن من منكما يمتلك التفتح الذهنى لتقبل الرأى الآخر وهنا تكمن الحكاية.
نتابع وسائل الإعلام بما تضخه من أخبار ومعلومات وآراء ولكنها مصمتة فكل تلك المعلومات تأتى فى اتجاه واحد فلا يمكننا أن نتجادل مع مذيع أو حتى ضيف فى حلقة ما فنحن مستقبلون فقط ولا يمكننا أن نعبر إما إيه شاشة أو جريدة.
ومن تلك النقطة ظهر ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعى وكان البعض يندهش من كم الأعداد التى تتابع وأصبحت من مريدى تلك المواقع ومدى التفاعل الذى يحدث عليه وبالتدقيق والتركيز نجد أن أغلب الناس تريد أن تشارك الرأى فقد سمحت تلك المواقع لكل الناس أن ترد وتتداخل مع أية شخصية وأن تكتب آراء لم يكن فى استطاعتها أن تكتبها تحت مقاله فى جريدة أو أمام شاشة فى تلفاز.
ومن هنا كانت تلك المواقع تحقق الغرض الأكبر لما يحتاج الناس للتعبير وكانت المتنفس لإخراج كل ما بداخل الأشخاص من طاقة سواء كانت إيجابية أم سلبية
و للأسف من درسوا علم النفس فى بلادنا لم يرتقوا لمعرفه حاجات الناس وإنشاء ما قد يجعل تحكمنا فيما نمر به من أحداث أو مشاعر وكان التقاعس مثل أى تقاعس فى الأمور الأخرى وكان الفضل للمتفوق الباحث الراغب فى السيطرة أى الجانب الآخر من العالم.
وحتى إن لم نملك ما نضع عليه خطواتنا اليوم وأيضا لم نثقف لكيفية استخدامه وحماية أنفسنا من براثنه.
فنجد أن الآراء ليست مبنية على معرفة بحقائق الأمور والهجوم على الأشياء والأشخاص أصبح عشوائيا فلا نعطى لأنفسنا فرصة للتأمل ولا للتفكير ونستخدم كأدوات هدم ونوفر على عدونا بذل أى مجهود لتحطيمنا
يُحكى أنّ رجلا عجوزًا كان جالسًا فى القطار مع ابن له يبلغ من العمر ٢٥ سنةً. الكثير من البهجة والفضول كانت باديةً على ملامح الشّاب الذى كان يجلس بجانب النّافذة. أخرج يديه من النّافذة وشعر بمرور الهواء، وصرخ:» أبى، أترى كلّ هذه الأشجار تسير وراءنا! «، فتبسّم الرّجل العجوز متماشيًا مع فرحة ابنه. وبجانبهم كان هناك زوجان يستمعان إلى ما يدور من حديث بين الأبّ وابنه. وشعرا بقليل من الإحراج، فكيف يتصرّف شاب فى هذا العمر مثل الطّفل! فجأةً صرخ الشّاب مرةً أخرى: «أبى، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، انظر إلى الغيوم كيف تسير مع القطار». واستمرّ تعجّب الزّوجين من حديث الشّاب مرةً أخرى. ثمّ بدأ هطول الأمطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشّاب، الذى امتلأ وجهه بالسّعادة، وصرخ مرةً أخرى: «أبى إنّها تمطر، والماء لمس يدى، انظر يا أبى». وفى هذه اللحظة لم يستطع الزّوجان السّكوت، وسألا الرّجل العجوز: «لماذا لا تقوم بزيارة الطّبيب، والحصول على علاج لابنك؟»، هنا قال الرّجل العجوز: «إنّنا قادمون من المستشفى، حيث إنّ ابنى قد أصبح بصيرًا لأوّل مرّة فى حياته !»… تذكّر دائمًا: «لا تستخلص النّتائج حتّى تعرف كلّ الحقائق».