سيناء جزء من مساحة البلد وهى أكثر المناطق التى دار حولها أو ارتبطت بها أحداث ساحنة وبارزة على الخريطة العالمية.
ارتبط اسمها بالحرب والمعارك واختلط برملها الدم، وفى التاريخ الحديث ما زال للاحتلال الإسرائيلى لها وممارسات العدو لنزعها من جسد الوطن آلام ماثلة.
عرفنا سيناء المحتلة فى ١٩٦٧ من إسرائيل وعاصرنا حرب التحرير عاما وكيف نجح المصريون فى تحطيم كبرياء إسرائيل العسكرى وغيره، كيف حطم الجندى المصرى أسطورة روج لها الإسرائيليون بأن جيشهم لا يقهر، وأن خط بارليف أشبه بخط من جهنم من يقترب منه يحرق، وتابعنا قصصا وبطولات مصرية فى كل معركه خاضوها ضمن عملية تحرير سيناء فى معركة الكرامة عام ١٩٧٣، بطولات شخصية بالتصدى بالأجساد لفوهات الدبابات، قصص خداع وشجاعة وأفكار وبطولات بالطبع شكلت وما زالت وجدان المصريين، وغيرت صورة البلد للأفضل أمام العالم، تحرير سيناء لم يكن مارثونا للتصوير الإعلامى أو نزهة بل كان تحريرا بالدم والتضحية كما كان احتلالها وفقدانها، وقد فقدنا الآلاف من أبنائنا شهداء أو جرحى وماراثون عودتها من خلال عملية التحكيم الدولى ومن خلال المفاوضات.
عاصرنا عملية تغيير هوية سيناء أثناء حكم الإخوان وكيف تم منح الجنسية بتسهيلات فى الإجراءات لأكثر من ٨٠ ألف شخص معظمهم من المقيمين برفح الفلسطينية وغزة، والغرض كان بعيدا عن كل ما تم تسويقه وقتها بتوفير الاستقرار ولم شمل العائلات، واتضح أن تلك الخطوة من جانب حكم الإخوان كانت ضمن اتفاق نهايته توطين الفلسطينيين فيها ضمن صفقة مع أمريكا وإسرائيل نشرت بنودها والثمن المدفوع فيها والرعاة لها من دول ودوائر عالمية تحت مسمى إمارة سيناء ظاهريا، لكن فى الحقيقة كان هذا الاسم غطاء للتوطين وتوسيع مساحات قطاع غزة.
بعد قيام ثورة ٣٠ يونيو أدرك الإخوان أن ما حققوه من خطوات بشأن بيع سيناء قد ضاع وكان رهانهم بما قدموه من خدمات بفتح الأبواب فى سيناء لاستقبال المتطرفين من جنسيات مختلفة والسلاح ومن تلك النقطة بدأ الإرهاب ضد الدولة ومن سيناء لمعاقبة البلد، ما زالت الشرطة والجيش يخوضان أكبر وأطول معركه ضد الإرهابيين والمتطرفين.
بالطبع العمليات العسكرية أجلت عملية تنمية سيناء بعض الوقت ولكن السيسى تنبه بضرورة البدء فى خطوات تنمية حقيقية يشعر بها المواطن فى سيناء جنبا إلى جنب مع عمليات الرد وتطهير البلد من إرهابيين يرغبون فى قتل كل من يعارضهم.
التنمية فى سيناء الآن تجرى على قدم وساق، مجتمعات عمرانية بمدينة رفح الجديدة تستوعب ١٠٠١٦ أسرة، وفى العريش إسكان لـ ٢٠٠٠ أسرة ومشروعات فى البنيه التحتية والمياه المطلوبة لعمل نهضة زراعية مستقرة ومياه للشرب عن طريق سحارة سرابيوم، ومشروعات فى التعليم، والبداية ٢١ مدرسة بالشيخ زويد والعريش و٥ مستشفيات مركزية وعام واستصلاح ١٣ ألف فدان كبداية لمشروع كبير بجانب توسيعات طرق وإنشاء صالات رياضية ومناطق صناعية ومصانع.
هذه مشروعات انتهى جزء كبير منها وهذا دليل أن تنمية سيناء وفقا لخطط معلنة مرتبطة ببرنامج زمنى محدد وشفاف، وهو ما يعنى أن هناك جهودا مبذولة لتغيير حياة أهلنا فى سيناء إلى الأفضل على الأقل ليشعر من هناك أنهم جزء أصيل من المجتمع المصرى يتمتعون خلاله بحقوقهم
فى سيناء على أولوية اهتمامات السيسى بعدما أدرك الرئيس أن هناك ظلما واقعا على أهلنا فى تلك المناطق؛ مما سهل على الإرهابيين استغلال حاجة الناس للتنمية. المواطن فى سيناء أو أى مكان آخر بالبلد عندما يشعر أنه جزء من التقدم والمستقبل بالطبع سيدافع بما لديه ضد أى عدوان مهما كان شكله. حررنا سيناء بالدم والآن نبنى سيناء وننميها بالدم ووسط مخاطر متنوعة، والأمر متروك لأهل سيناء بضرورة المشاركة فى تحقيق وتنفيذ أجندة التنمية وحزمة المشروعات والدفاع عنها ضد من يحاول المساس بها، وهو الدور الذى لعبه أهلنا هناك ضد إسرائيل أو غيرها.
بالطبع بناء البلد وسيناء من الممكن أن نحمله للدولة لأنها تملك الأموال ولكن يجب أن نساند ونشارك فى استكمال مرحلة البناء على الأقل بتهيئة الأجواء والمحافظة على المكاسب.
أهلنا فى سيناء جربوا كل السيناريوهات ويبقى السيناريو الأهم ويجرى خلاله تنفيذ ما يتم الوعد به وعلى ألسنة المسئولين من عناوين لأعمال ومشروعات وهذا يتطلب مساندة وعملا.
لقد آمنا جميعا بأن تنمية سيناء هو الخير لمصر ولأهلنا فيها وإقامة مجتمع متكامل قوى اقتصاديا فيها هو الضمانة الوحيدة المؤكدة للاستقرار وبسط الأمن. القوات المسلحة تحارب الإرهاب بيد واليد الأخرى تبنى بها ويجب أن نحمى بلدنا لتتفرغ أيدينا للتعمير والبناء، هذا أسرع وأفيد للوطن والمواطن.