مع الطفرة التكنولوجية، تسريع أداء الأعمال، وزيادة حدة المنافسة، أصبحت معظم المنظمات تعاني من فجوات في المهارات الشخصية، ويعد الافتقار لتلك إليها أكبر عائق أمام الشركات التي تتطلع إلى اللحاق بركب التنمية والتقدم، وتتحرك الحكومات والشركات على حد سواء لإغلاق هذه الفجوة.
ففي وقت سابق، فجر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قضية مهمة في مجال التوظيف في الإدارة الأمريكية، حيث قرر اعتماد “المهارة” وليس “الشهادة” وسيلة رئيسية للتوظيف في الحكومة الأمريكية.
وفي الماضي، كان المديرون يميلوا إلى التركيز على تقييم المهارات اعتمادًا على «الشهادات الأكاديمية»، وليس المهارات «الفنية» أي المهارات اللازمة لأداء المهام العملية.
وإذا نظرنا إلى المهارات الشخصية، نجد أن العنصر البشري هو المحرك الأساسي لها، ولذلك فإن اختيار المواهب هو دعم للابتكار والإبداع، وهو مطلب أساسي لتحقيق النهضة والتقدم وريادة الأعمال.
وتعتبر المهارات الشخصية« Soft Skills» من أهم المهارات التي يحتاجها الفرد في علاقاته مع الآخرين، والتي تلعب دورًا حيويًا في حياتنا العملية والشخصية، ويطلق عليها أحيانًا مهارات التعامل مع الآخرين، المهارات الاجتماعية، الكفاءات، والتي لا يتم قياسها بالامتحانات، ولكن تظهر في التعاملات اليومية مع الناس.
إن المهارات الشخصية جديرة بالاهتمام من حيث تطويرها وتدريبها لما لها من تأثير كبير، ذلك لأن الشهادة الأكاديمية من المتطلبات الأساسية للحصول على الوظيفة، بينما المهارات الشخصية، تؤثر على نجاح الفرد والمنظمة.
وتعتبر المهارات الشخصية في الأساس مهارات «أشخاص» وهي سمات مثل التفكير النقدي، والتواصل، والتأثير، وتبحث الشركات في الوقت الحالي عن مزيج من المهارات الشخصية والمكتسبة من الفصول الدراسية عند الاختيار والتعيين، وأيضًا عند التقييم والترقي، حيث يمكن أن يؤدي الجمع بين المهارات الشخصية والشهادة الأكاديمية إلى زيادة الفعالية والتأثير في العمل بشكل كبير.
باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة