مجموعة مشاهدات مهمة مرت علينا في الايام الماضية.. هذه المشاهدات والمواقف لها مدلول مهم علينا ويجب ان ندرسها دراسة وافية وان نعي نتائجها والدروس المستخلصة منها ومن هذه المشاهدات:
1- الكمامة:
مع انخفاض الأرقام الخاصة بالإصابة بكورونا التي تعلنها الحكومة منذ اسبوع جعل العديد من الناس يتخلون عن ارتداء الكمامة خاصة في المواصلات العامة والميكروباص، وبالذات في المناطق الشعبية بعيدا عن اعين الرقابة الصحية والامنية ظنا منهم ان الوباء انتهى.. وهو الامر الذي ينذر بعودة الوباء ولكن هذه المرة بقوة مثل جميع الدول التي عاد اليها.
فلابد ان يكثف الاعلام حملته بحث الناس على ارتداء الكمامة مرة اخرى والتمسك بالإجراءات الوقائية التي أعلنتها وزارة الصحة، ولابد من عودة التشديد على ارتداء الكمامات في المواصلات العامة والميكروباص لكل الناس وهو دور الاجهزة المسئولة عن إنفاذ القانون
2- لبنان:
ما حدث في ميناء لبنان من انفجار أودى بحياة العشرات وأصاب آلاف من الأشقاء هناك ليس مأساة أو كارثة فقط ولكن هو جزء من منظومة الجزر المنعزلة التي تعيشها البلاد وجزء طبيعي من نظام الطوائف التي يقوم عليه النظام الاجتماعي والسياسي هناك.
فالنظام القائم على الطائفية هو أكثر النظم فسادًا لأن كل زعيم طائفة يريد تحقيق أكبر مكسب لطائفته وهذا لايأتي إلا على حساب الآخرين لذا يظل الصراع الاجتماعي والسياسي قائمًا على المصلحة الطائفية وليس المصلحة العامة لمجموع الناس او للبنان دولة ارضًا وشعبًا.
ومن اجل هذا تخلت كل الحكومات اللبنانية المتتالية عن أمور تعد من رموز السيادة للدول في العالم.. وهي الموانئ والمطارات فميناء ومطار بيروت الدولي تحت سيطرة حزب الله، فمدير امن المطار يختاره حزب الله وكذلك كبار الموظفين وهو امر لا تجد له مثيلًا في أي دولة في العالم وتهبط طائرات في المطار لا تعرف أي جهة في لبنان عن حمولتها ومئات من الأشخاص يدخلون إلى الأراضي اللبنانية بدون حتى ختم على جوازات سفرهم ان كان معهم جوازات.
ترك الأمور السيادية في يد فصيل يتلقى تعليماته وولائه الأول لدولة أخرى، وليس للبنان، وينظر إلى الشعب اللبناني من باقي الطوائف بتعالٍ هو قمة الفساد والضعف. فوضع مثل هذا يجعلك تصدق كل المعلومات التي تتوالى حول سبب الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت؛ فحالة الفوضى وضعف البناء المؤسسي في هذا البلد يسمح بكل شيء دون حسيب أو رقيب.
3- مجلس الشيوخ
أيام وتنطلق انتخابات مجلس الشيوخ، وهي الغرفة الثانية التي استحدثها التعديل الدستوري وهي أول خطوة في هذه التعديلات التي نصت على عدد من الاستحقاقات الأخرى، وهذا المجلس ليس مجلسًا يقدم اعضاؤه الخدمات لأعضاء دوائرهم فليس مطلوبًا منهم المرور على مكاتب الوزراء لتخليص طلبات ابناء دوائرهم.. فهو مجلس استشاري بامتياز؛ يدرس كل ما يحال إليه من الحكومة بعناية ويبدى رأيًا فنيًا أكثر منه رأيًا قانونيًا أو تشريعيًا لأن هذا دور مجلس النواب.
والناس مطالبة بالخروج للمشاركة في ميلاد هذا المجلس حتى يبدأ مجلسًا قويًا والناس مطالبة باختيار الافضل على ضوء معايير العلم والقدرة وليست المعايير القبلية والعصبية التي تحكم انتخابات مجلس النواب.
فالانتخابات الأولى على 100 مقعد فردى تتطلب منا جميعًا الخروج والمشاركة بإيجابية واتخاذ القرار المناسب خلف الستارة فهو حق كل ناخب، لأنه سوف يذكر التاريخ نسب المشاركة في هذه الانتخابات لأنها الأولى.
4- عودة الدوري
مبروك لعشاق الرياضة وخاصة كرة القدم عودة الدوري الممتاز لكرة القدم وفق الاجراءات التي وضعتها اللجنة الطبية للاتحاد الدولي لكرة القدم.
فعودة النشاط الكروي يعني عودة الحياة للألاف من العاملين في هذا المجال والمجالات المرتبطة به، ونتمنى أن تكون بداية لعودة جميع الأنشطة الأخرى بنفس الإجراءات التي طبقت في المباريات في الأيام الأخيرة.
ويبقى الأمل في إيجاد لقاح ودواء فعال للقضاء على هذا الفيروس الذي حول العالم إلى سجن كبير وخلق حالة من العزلة بصورة لم تحدث في تاريخ البشرية.
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية