وفاء … فتاة جميلها تخرجت منذ سنوات، وحصلت على وظيفة بعد تخرجها مباشرة، وأثبتت نفسها في هذه الوظيفة، وحصلت على العديد من المناصب، كما أنها حصلت على العديد من الشهادات، وخلال حياتها لم يتقدم الشخص المناسب لها، ولكنها لم تبالي بهذا الأمر.. لقناعتها بأن هذا قدر ونصيب… وتمر الأيام والشهور والسنوات حتى تجد نفسها في سن الأربعين.
وفي يوم عرضت عليها إحدى صديقتها عريس مطلق ولديه ثلاثة من أولاد، وتقنعها صديقتها بمقابلة هذا العريس، فهو في مركز مرموق، وبرغم من أنها كانت ترفض مبادئ «زواج الصالونات»، لكن شعورها بأنها في سن الأربعين جعلها تقبل مقابلة العريس.
وفي لقائه الأول شعرت بأنه شخص يطبطب عليها، وأعطها احاسيس لم تكن تشعر بها من قبل، برغم من طريقته في الحديث معها وثقته في أنها سوف توافق بشروطه وترضى به.
ويتركها في حيرة من الأمر هل تترك أهلها وعملها وتسافر معه، أم ترفض، ولثقته في موافقتها عليه تمر الأيام ولم يحاول الاتصال، وهنا تأخذ وفاء القرار وتتحدى نفسها وتقول « لا لم يهزمني سن الأربعين».
شعور الرفض شعور صعب وقاسي مفيش حد يتمنى يتعرض ليه.. بس وجع ساعة ولا كل ساعة.. إنك تعيش لحظة الرفض بكل صعوبتها بس تتقبلها وتتخطاها… أحسن من إن عمرك يضيع.
إن التقدم في العمر أمر طبيعي وهو جزء لا يتجزأ من دورة حياة الإنسان، ويعتبر سن الأربعين سن مميز في عمر الإنسان إذ أنه الوحيد الذي ذكره الله في كتابه وجعله سنًا لبلوغ العقل تمامه ورشده فقال تعالى « حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك واني من المسلمين » ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية الكريمة « ابن الأربعين لا يتغير غالبًا عما يكون عليه، وفي الأربعين يتناهى العقل، ويكمل الفهم والحلم، وتقوى الحجة » وليس أدل على ذلك من أن الأنبياء بعثوا إلى أقوامهم بالرسالة بعد بلوغهم الأربعين .
ويقول علماء النفس أن سن الأربعين هو سن القيادة الفكرية والعاطفية، ففيها تتبلور الأفكار، وتختزن التجارب، ويتحدد مسار الحياة، ويكون الإنسان قد اكتسب لنفسه الوسيلة التي تحقق له النجاح والأمن والسعادة.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية