برهنت روسيا خلال السنوات القليلة الماضية على قدرتها بالاحتفاظ على تعطيل النظام العالمي الذي تسعي أمريكا لتعميمه عبر فوضى الجماعات الإرهابية وصناعة المأجورين القتلة سواء في العراق أو سورياً أو غيرها من دول المنطقة مع لافتات متنوعة فضلاً عن أكذوبة السلام في الشرق الأوسط، والذي يشكل إضافة جديدة للمشروع الصهيوني بالقتل والإرهاب والسيطرة على منابع النيل وتنفيذ كل المهام دون إراقة الدماء ليكون الموت الجماعي التاريخي لكل الأمة مع سعادة غامرة للأمة العربية كمن يتعاطي السم معلناً أنه الدواء وهو يعلم صدقاً أنه الداء لكن الخوف ذهب بعقله.
وتستكمل روسيا دورها بتعطيل مشروع السيطرة على العالم من خلال إنتاج اللقاحات والوقوف إلى بعض الأنظمة في المنطقة العربية لتعطيل الهيمنة الأمريكية، وخاصة في مشروع إطلاق فيروسات تكنولوجية أو صحية للسيطرة على البشرية باستخدام شرائح ذكية يتم زراعتها إجبارياً في أدمغة البشر عبر لقاحات علاج الأوبئة والتي يجري العمل على نشرها.
ومع ترقب موجة ثانية أو جائحة جديدة خلال الربع الأخير من العام الجاري بالتزامن مع موعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر 2020، أتساءل عن مصداقية نبوءة العرافين بزوال أمريكا خلال الفترة الرئاسية القادمة، وأن ترامب سيكون آخر رئيس أمريكي فيحقق الفوز لولاية ثانية لتكون النهاية لأمريكا عبر تفتتها.
ويعد فوز ترامب أو خسارته أمر وارد، فقد يفوز ولا يبقى على قيد الحياة حتى موعد تسلم الفترة الجديدة في 20 يناير 2021، ففرصة فوزه قريبة نتيجة وجود المناهضين له في ولايات ديمقراطية في الأصل مثل كاليفورنيا ونيويورك، والمعركة الحقيقية ستعتمد مرة أخرى على الولايات الأصغر التي حققت الفوز لترامب في الانتخابات الماضية.
وقد يفوز بايدن ويعود الحزب الديمقراطي للحكم، ويتغير أسلوب الفتك بالمنطقة العربية من الصراحة، والاستعلاء إلى القتل عشقاً وحباً، والنهاية واحدة، لكن ترامب كان واضحاً وصريحاً في أفعاله لأنه رأى أن التعامل خلف الستار لا يحقق طموحاته في الابتزاز والسيطرة على الأنظمة بالمنطقة والعالم، وقد حققت نظريات ترامب نتائج مبهرة على الأرض.
وأتساءل ماذا ستفعل الأمة إذا ذهبت السيدة الأولي أمريكا فهل ستبقى أم سترحل حرناً على رحيل أمريكا؟ وذلك في نوع من الوفاء الذى أصبح ظاهرة عظيمة بين الأنظمة العربية والأعداء، فيما تحولت الأنظمة إلى عداء مع شعوبها في مفارقة تكشف عن مرحلة جديدة في التاريخ .
وأتساءل هل تصدق نبوءات رحيل أمريكا وترامب معاً ؟ وماذا يحدث إذا جاءت عاصفة الجائحة عبر التكنولوجيا وفقدان الاتصال؟.. وماذا يحدث إذا تحول العالم إلى نظام متعدد الأقطاب؟.
وماذا يحدث إذا أغرق إعصار عالمي كل المدن الشاطئية حول العالم ؟.. وماذا يحدث إذا استمر الوضع الحالي عبر دوامة من الفوضى المتزايدة؟.. وماذا يحدث مع موجة جديدة من الصدمات غير المعروفة ؟.
وماذا يحدث إذا توجهنا إلى الله بصدق وعدنا مسلمين حقاً متمسكين بديننا ووحدتنا؟.. وماذا يحدث إذا سرنا إلى ما كنا عليه قبل الجائحة؟.
وقد استعرضت في روايتي الجديدة «صرخة 2020» دلائل وأدوات تفنيد الاتهامات بشأن المؤامرة حول كورونا وهو ما عزز الوثوق بصحتها.
وأكدتْ صرخات 2020 عبر كورونا إمكانية سقوط العالم كله من دون طلقة واحدة، فقد هرب الجنود وفقدت الأسلحة التقليدية والمتطورة فعاليتها وصارت عبئاً، فالسلاح المقابل لا يمكن رؤيته أو مشاهدته أو الإمساك به.
وانكشفت هشاشة النظام العالمي عندما ظهر كوفيد 19 ، ويعد التفكير في مستقبل معقول شرطاً أساسياً للتعامل مع بيئة متغيرة باستمرار، كما تشكل عملية مراجعة الأدوار للحكومات والأفراد ركيزة النجاة الرئيسية في الأفق المنظور.
ويتجه العالم نحو قطبية ثنائية بين الصين وروسيا وشركائهم في مواجهة الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وحلفاء آخرين، وفي هذه القطبية تتصاعد فرص الحرب العالمية أو الإقليمية .
كما سيواجه العديد من البلدان الفقيرة، والتي زادت حدة الفقر بها نتيجة «كورونا» تحديات وجودية نتيجة سوء الإدارة، والصراعات الداخلية، والزيادة السكانية وستتركز هذه الأزمات في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا
ولم تصل منظمة الجائحة إلى حقيقة الإصابة وحقيقة التعافي، ولم تقدم هذه المنظمة التي قادت العالم بصورة تستدعي التوقف والانتباه، أي شيء يتصل بطبيعة عملها كحال كثير من المنظمات والهيئات الدولية والحكومات حول العالم.
وأتوقع بأن الفيروس القادم سيكون بأمر من التكنولوجيا للتخلي عن التكنولوجيا في مفارقة ستكون الأعجب بالتاريخ!!.
كما تناولتُ في رواية «صرخة 2020» الأحداث في بيروت وأن الأوضاع في لبنان تسير إلى حالة مشابهة لفترة سبعينات القرن الماضي، والتي أدت للحرب الأهلية في بيروت لمدة 15 عاماً، وآمل ألا يكون الأمر تمهيداً لبيئة خصبة تدفع هذه الأوضاع إلى الدخول في تفكك جديد، ودمار جديد ضمن استكمال مشهد التخريب للمنطقة كلها.
وقدمتُ خلال صرخة 2020 شهادة على أداء الإعلام عبر أكثر من 25 عاماً أمضيتها في هذا الميدان، لأعلن أن الإعلام الوكيل الأول لصناعة الأكاذيب وترويج الفساد في كثير من الأحوال عبر مختلف وسائله التقليدية والتقنية سواء التابع للنظام الحاكم في أي دولة أو الوجه الآخر للتبعية تحت عنوان قنوات المعارضة فالكل مرتزقة.
كما أن كثير من وسائل الإعلام تديرها أجهزة أمنية بمختلف دول العالم وتمولها شركات اقتصادية كبرى يتنوع من خلالها المصالح والاستفادات المتبادلة، وهنا مكمن النفاذ للتصديق بالمؤامرة في أي مرحلة لوجود دلائل رسختها ممارسات سابقة في مجالات مختلفة.
كما أن ما ينشره الإعلام لمختلف الأطراف يدخل ضمن دائرة نقل الكلام عن المتحدثين وليس حقيقة الواقع.
والموظف في قطاع الإعلامي أيا كان لقبه فهو ينفد تعليمات من يدفع له المال سواء حكومة أو أشخاص ويرتبط بتوجهات الجهة الممولة للإنفاق على الوسيلة الإعلامية.
وأرى أن الإعلامي اليوم مثل أي عامل في أي مهنة، بل يكون أقل في كثير من المراحل والحالات، فالعامل ينتج ما يحتاجه البشر من خبز، وأدوات استهلاكية وغيرها، بينما يقدم الإعلامي وعياً زائفاً وكذباً وتضليلاً في غالبية أحواله عمداً أو جهلاً، والأكثرية اليوم يتسمون بالجهل الفكري والأخلاقي والنفسي.
وأؤكد أن الموضوع المطروح في الإعلام في أي مكان حول العالم كثيراً ما يكون كذب، لكن الإعلامي يعتبره نوع من العمل لأن وظيفته تتطلب تنفيذ الأوامر وذلك في كثير من المواقف، وهناك قلة تحاول الثبات على القيم والمبادىء في معركة الحياة ملتزمة منهج المصداقية، مهما كلفها الأمر من فقد للعمل أو تعرض للبطش، وذلك كحال كل المهن أيضاً.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية