تواجه الدول تتابعًا في الأزمات عقب انفجار الثورات الشعبية نتيجة المتراكم من المشكلات لسنوات طويلة، وكذا الطموح المتنامي للجماهير في التغيير السريع على شتى المستويات بشكل يفوق قدرات الدول في كثير من الأحيان.. ولكن يبدو الأمر في مصر مختلفًا بسبب حجم التحديات والمؤامرات التي تواجهها الدولة المصرية على المستويين الخارجي اقليميًا ودوليًا، وأيضًا الداخلي المتخم بكثير من المشاكل على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي منذ عدة عقود، وأدى إلى تجذر للعديد من المشاكل والظواهر السلبية التي تشكل عائقًا وتحديًا أمام كل المحاولات الجادة لعمليات التنمية والتحول نحو الحداثة.
واقع الأمر أن ما حدث في مصر من تراجع وانهيار في كثير من مرافق وقطاعات الدولة على مدار عدة عقود، ثم انفجار ثورة يناير، وما خلفته من آثار اقتصادية سلبية وسطوة جماعة الإخوان على السلطة، وعملية التخريب الممنهج وحالة الفوضى الخلاقة التي عمت المجتمع حتى 2013.. جميعها شكلت تحديات إضافية ضخمة، أمام الدولة المصرية التي أوشكت على الانهيار لولا صلابة المؤسسة العسكرية في مواجهة كل المؤامرات وحماية البلاد داخليًا وخارجيًا، وهو أمر أيقنه الشعب المصري جيدًا بعد أن عاش ثلاث سنوات عصيبة فقد فيها الأمان والاستقرار وعاش الفوضى والعمليات الإرهابية من خلال استدعاء الجماعة الإرهابية لعناصر من حماس وحزب الله وغيرهما لمساندة ميليشياتها وعناصرها في إرهاب وترويع الشعب المصري، والأخطر تسليم القرار المصري لقطر وتركيا، كما عاش المصريون أيامًا صعبة على المستوى الاقتصادي وأيضًا في غياب الخدمات بعد أن فشلت الجماعة في إدارة شئون الدولة، وكان شاغلها الأكبر هو التمكن من مفاصل الدولة والسيطرة على الحكم لتحقيق أكبر قدر من المصالح الذاتية، والأخطر من كل هذا كان الرضوخ للإملاءات الخارجية لتمرير صفقة القرن على حساب الدولة المصرية مقابل الاستمرار في الحكم.
هذا هو الواقع الذي عشناه جميعًا، ودفعنا إلى مواجهة الجماعة الإرهابية لاسترداد الوطن، وخرج المصريون جميعًا في الثلاثين من يونيو في أكبر ثورة شعبية يعلنون انتهاء سطوة الجماعة على مصر، وكانت المؤسسة العسكرية كعادتها في ضرب أروع الأمثلة في الفداء والوطنية والانحياز إلى جموع الشعب المصري وحماية إرادته.
إرادة المصريين التي أذهلت العالم في الثلاثين من يونيو، لم تكن محل شك أمام جميع دول العالم التي احترمت هذه الإرادة وباستثناء تركيا وقطر وظهر منذ الحظة الأولى للثورة الحرب النفسية الموجهة ضد الوطن، وأذكر أنني في هذا اليوم كنت ضيفًا على قناة الجزيرة، ومع أنني وصلت بصعوبة شديدة إلى الاستديو بسبب الملايين التي احتشدت فوجئت بعمليات التزييف الأمر الذى جعلني حادًا في مواجهة كل ادعاءاتهم، وأعلنت لهم بوضوح أن الجماعة الإرهابية انتهت، وأن نواياهم أيضًا قد تكشفت في دعم هذه الجماعة وعملية التزييف التي يمارسونها.. وبالرغم من استمرار هذه القناة في عمليات التزييف والحرب النفسية الموجهة ضد مصر مع باقي القنوات التي تبث من تركيا من مرتزقة العمل السياسي والخونة إلى حد تصوير بعض المشاهد وصناعتها داخل الأستوديوهات، فإننا على يقين أنها آخر المحاولات البائسة بسبب القبض على محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة والعقل المدبر لها.
والأهم أن مصر الآن ليست مصر قبل سبع سنوات، ومهما بلغت تقنياتهم في الكذب والتضليل والتزييف لن تفت في وعى الشعب المصري وحرصه على دولته واستقرارها خاصة أن لغة الأرقام لا تكذب، والواقع الذى تعيشه مصر الآن أصبح شاهدًا على حجم الإنجازات التي حققتها مصر في 6 سنوات فقط ويفوق ما تم تحقيقه في عشرات السنين، وليس أدل على ذلك من تغيير وجه الحياة في مصر من خلال مئات المشروعات العملاقة في الطاقة والطرق والمواصلات والمدن الجديدة والمشروعات التنموية في سيناء والصعيد والساحل الشمالي، إضافة إلى عمليات التحديث في معظم مرافق الدولة وجميعها تمثل حائط الصد الحقيقي في مواجهة الحرب النفسية الموجهة ضد الوطن والشعب المصري.
حفظ الله مصر من كل سوء
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية