«زوجة الجاسوس» فيلما يمنحك قدرًا من التشويق؛ واستعراضا لحقائق تاريخية قبيحة واصفا كفاح زوجين للتغلب على عدم الثقة والبقاء مخلصين لبعضهما والوفاء لحبهما؛ وما يتطلعون إليه في مستقبلهم في زمن الحرب والكوارث.
مع اختيار المخرج كوروساوا للمصور السينمائي تاتسونوسوكي ساساكي ليقدم لوحة ألوان الباستيل في ضوء النهار؛ واللحظات الفارقة مع الظلام عندما اشتعلت فيه النيران.
وتناغم الأزياء الرائع المتناقض مع الملابس اليابانية التقليدية؛ أن «زوجة جاسوس» بمثابة خيوط التجسس في زمن الحرب للمخرج الياباني المهتم بقضايا البيئة والمفضل التصوير في الأماكن المفتوحة والمباني المهجورة، والتعرض لقضايا مثل الأوبئة والسموم البيئية؛ الباحث دائماً عن فكرة جديدة أو مشهد لم يسبق له تصويره.
فيلم «زوجة الجاسوس» هو تأمل للفاشية اليابانية من منظور مدني؛ وانغماس اليابان التدريجي في الظلام الفاشي بجماليات تستحضر العصر الذهبي للسينما في اليابان.
وفى الحقيقة «زوجة الجاسوس» ربما جاء الآن لكون اليابان تشهد تزايدًا في القومية والعسكرة؛ لذلك الفيلم لا يحتوي على رسالة مناهضة للحرب؛ بل يركز أيضًا على الجبهة الداخلية.
المخرج اليابانى يكيوشي كوروساوا صاحب الخيال الإنساني والبصمة الذي جاء بعد «الموجة اليابانية الجديدة»؛ والمعروف عالميا بفيلمه «طوكيو سوناتا» و«المنزل السعيد» و«علاج» ومسار الثعبان وعيون العنكبوت وكاريزما وقنديل البحر؛ يجئ إلى مسابقة مهرجان الجونة في دورته الرابعة بالفيلم الياباني« Wife of a Spy » زوجة جاسوس لينضم إلى الأعمال التي تتناول فاشية اليابان أبان الحرب العالمية الثانية.
الفيلم من إخراج كيوشي كوروساوا الذي شارك في السيناريو مع كل من ريوسوكي هاماجوتشي، تاداشي نوهارا، أما البطولة فيشارك فيها يو اوي، إيسي تاكاهاشي، ريوتا باندو، يوري تسونيماتسو، منوسوكي هيونري، تاكاشي ساسانو، ماساهيرو هيكاشيدي.
ويطرح بشكل غير مباشر مافعله ضباط الجيش الياباني من أعمال غير انسانية ووحشية بشكل خاص في الحرب؛ مما أسفر عن أضرار هائلة للمدنيين الصينيين ؛و تأثير الحرب الجرثومية على سكان المنطقة الصينيين ونفس الشيء بالنسبة لاقصى شرق روسيا.
مؤكدا ماقامت به (الوحدة 731) التابعة للجيش الياباني الملكي خلال الحرب العالمية الثانية. و تفشي الوباء بمدينة نينجبو جنوبي اقليم شنجهاي في شهري نوفمبر وديسمبر من عام 1940. وأن اليابانيين استخدموا سكان المدينة كحيوانات مخبرية لاختبار تأثير جرثوم قاتل.
ويشير العمل الى تحول اليابان إلى دولة فاشية. مع التطلعات الجريئة للقضاء على الطائفية وتعبئة البلاد نحو إمبراطورية حقيقية ، أعاد التحول الفاشي بشكل أساسي تشكيل المجتمع المدني وأدي في النهاية إلى نشوب الحرب العالمية الثانية.
ويدور « Wife of a Spy » الذي حصل مخرجه على جائزة أحسن مخرج فى مهرجان فينيسيا الذهبي عن التاجر الياباني يوساكو فوكوهارا في عام 1940 وبينما يسافر يوساكو إلى منشوريا في رحلة عمل واضحة، يزور ساتوكو تايجي (ماساهيرو هيجاشيدي) الضابط اليابانى وصديق طفولتها.
وفى الحقيقة يكشف الفيلم التطور إلى الفاشية من عيون تاجر الحرير الثري يوساكو فوكوهارا (إيسي تاكاهاشي) وزوجته ساكوتو فوكوهارا (يو أوي). مع إلقاء الشرطة العسكرية القبض على شريك يوساكو التجاري، وهو رجل بريطاني متعجرف، بتهمة «تسريب أسرار الدولة»؛ حيث يحذر الضابط اليابانى يوساكو من «توخي الحذر بشأن من يعتبر أصدقاءه».
ثم يقد الفيلم أدلة على التجارب البشرية الشائنة التي أجرتها الوحدة 731 التابعة لجيش كوانتونج الياباني .
فيقرر يوساكو فضح جرائم جيش كوانتونج بالأسرار التي يمتلكها يوساكو والسفر إلى أمريكا .
وتقوم زوجة الجاسوس بعمل ممتاز في تحديد سياق الصراع بين يوساكو وتاجي. ومع ذلك ، فإن رحلة شخصية يوساكو تترك الكثير مما هو مرغوب فيه؛ وتضعك أما أسئلة عدة عن مفهوم الوطنية؛ والحد الفاصل بين العدالة وخيانة الوطن.
The Wife of a Spy يجب مشاهدته إذا كنت مهتمًا بالتاريخ الياباني أو الأفلام التي تصور الحياة في مجتمع فاشي من منظور مدني. إذا كانت الزاوية التاريخية لا تهمك ، فإنها لا تزال تستحق المشاهدة لأنها تنسج بخبرة التشويق والمأساة والتعليق السياسي.
المخرج يعد من أشهر مخرجي السينما اليابانية و لفت أنظار العالم عام 1997 من خلال فيلم الجريمة «الشفاء».
وفي عام 1999 أخرج ما يشبه الجزء الثاني من فيلم «التعافي» من خلال فيلم «يلم كاريزما» .
وفي عام 2000 قام بإخراج فيلم «جلسة».
في عام 2001 قام بإخراج فيلم الرعب «نبض».
وفي عام 2003 فيلم « مستقبل مشرق» وتبعه بفيلم مصور بكاميرا ديجيتال هو «دوبلجينجر».
في عام 2005 قدم ثاني أفلامه العاطفية «الطابق العلوي»، ولكن سرعان ما عاد بفيلم رعب جديد في نفس العام هو «القصاص».
قام عام 2008 بإخراج «سوناتا طوكيو» الذي خرج به تماما عن نوعية الرعب. ونال جائزة أفضل مخرج في الدورة الثامنة لمهرجان روما السينمائي الدولي عن فيلم «الكود السابع» عام 2013. كما نال عن فيلم « رحلة إلى الشاطئ» جائزة أفضل مخرج في مسابقة قسم «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي الدولي .
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية