نحن نعيش في عالم أصبح الجميع فيه يتمتع بوصول لا نهائي إلى الكاميرا، حيث يمكن التقاط العديد من الصور باستمرار في أي وقت وأي مكان.
إن الفلسفة من وراء الصورة هي تسجيل اللحظة في دفاتر حياتنا، وتوثيق الأحداث، كما تشكل الصورة الفوتوغرافية الجزء الأكثر وضوحًا في ذاكرتنا، كما أنها تلعب دورًا هامًا في حياة الجميع فهي تربطنا بماضينا.
وتذكرنا بالأشخاص والأماكن والمشاعر والقصص، فصورة واحدة يمكن أن نستعيد بها الأحداث والمشاعر، وإعادتنا إلى الوقت الذي تم فيه التقاطها، ويبقى شيئاً حيًا في ذاكرتنا، «الصورة هي رابط ملموس بالماضي».
إن الصورة، لها قوة غير عادية، فكل صورة هي عالم خاص بنفسه ويعد مختلف، ولا أحد يختلف عن أهمية الصورة الفوتوغرافية في حياتنا، لحظات مثل الخطوات الأولى للطفل، واليوم الأول من المدرسة طوال الطريق حتى التخرج من الكلية، وحفلات الزفاف، واحتفالات الذكرى السنوية، وأعياد الميلاد التاريخية، والعودة إلى المنزل، وما إلى ذلك، تطول القائمة.
إن الصورة قد تكون سببا في رجوع زوجين، أو صلح صديقين أو دخول مجرم السجن ونجاة بريء، كما استخدمت الصورة أيضًا في الأحداث السياسية المختلفة، وزيادة الوعي، وإعادة تشكيل الرأي العام.
بالطبع تظل الصورة مهمة كما كانت دائمًا ولكننا نحتاج إلى التأكد من أننا لا نقوم بها فقط، ولكن أيضًا نقوم بها بشكل صحيح، تعد الصور الفوتوغرافية مهمة بشكل لا يصدق لأنها لا تسمح لنا فقط بالتقاط لحظة معينة في الوقت المناسب.
ولكن أيضًا الاحتفاظ بها للأجيال القادمة وبذلك نكون قادرين على استعادة الذاكرة أو التجربة الرائعة مرارًا وتكرارًا، علاوة على ذلك، تتم مشاركة الصور المطبوعة بسهولة مع الآخرين، والمصادقة على ماضينا المهم.
وتكمن أهمية الصورة في التأثير الكبير الذي تحدثه، فهي أحد اللغات غير اللفظية، باعتبارها وسيلة لإخبار الحقائق، وتستخدم في الأحداث الاجتماعية، حيث توثق الصورة المناسبات المختلفة في حياتنا كالأفراح، وأعياد الميلاد، والفسح والخروجات، وغيرها، بالإضافة إلى قدرة الصور على مشاركتها لاحقًا ليس فقط مع أنفسنا، ولكن مع عائلتنا، وأصدقائنا، وأحبائنا.
تخيل أن الصورة التي تراها مأخوذة من الرحلة السابقة التي قمت بها بمجرد النظر إلى الصورة، تسترجع لحظتك الخاصة في تلك الصورة يمكنك أن تشعر بكل خصوصيات وعموميات تلك اللحظة، تتيح لك الصورة الاحتفاظ بذكرياتك الخاصة وتتيح لك استعادة اللحظات القصيرة من العاطفة التي مررت بها في ذلك الوقت.
«فالصورة هي رابط ملموس بالماضي». وبالرغم من اختلاف وسيلة التقاط الصورة عن ذي قبل فقد سهلت التكنولوجيا الحديثة وتعدد أجهزة التقاط الصور على التقاط الصورة بشكل سريع في جميع الأوقات، فأصبحت غير مقيدة بأدوات، وبالتالي تم التركيز على التعبير الفني.
وقد ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على انتشار الصورة بشكل كبير، ومن ثم زاد تأثير الصورة عن ذي قبل، وأصبح يمكننا عرض قصة مرئية من خلال الصورة في 1/60 من الثانية.
كم أنتِ جميلة أيتها الصورة، فبرغم ضغوط الحياة وسرعة وتيرتها، لم تفقدي قدرتك على اضفاء البسمة على وجه الناس، قدرة لا يضاهيها أحد من البشر أو الآلات هذه الأيام، ولهذا السبب يقولون، «الصورة تساوي ألف كلمة».
باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية