أقنعوا المرأة بكونها حرة وأنها نموذج المرأة العصرية المتحررة وزرعوا داخل عقلها الكثير من الأوهام. بينما في الحقيقة قد استعبدوها بكل تخطيط وذكاء.
غيروا فقط الأسلوب لكن الحقيقة لم تتغير، هي لا تزال تلك الجارية، العبدة، واليوم استغلوها مثلما أرادوا لكن بإرادتها هي بكل ذكاء. تحت مسمى الحرية والتحرر اليوم المرأة ترتكب كل الأخطاء تحت مسمى الحرية.
اليوم الكثيرات لم يفهمن هذه الحرية وركضن وراء المغريات ظنا انها حرة وأي حرية تلك التي تبحث عنها وهي قد سلبت نفسها وكرامتها من هذا الوجود.
الكثيرات نسين كل هذا وركضن وراء الرخص والذل، استغرب كيف لامرأة لم تفهم شيئاً من وجودها إلا التعري والإغراء واستحواذ الشباب. وغيرها من القصص التافهة أن تربي جيلاً وتنجح في ذلك.
هذا فعلا ما أراده الغرب وخططوا لزرع هذا الفيروس في مجتمعاتنا ونجحوا في ذلك والنتيجة واضحة. الكثيرات بفضل كمية السطحية أنجبن جيلاً فاشلاً، جيلاً مغيباً فاقداً لكل القيم والمعاني.
أصبحت مجتمعاتنا غريبة جدا. ازداد حجم الخيانات الزوجية والفساد، الكثيرات أصبحن يركضن فقط وراء لفت الانتباه والإغراء، وكأنما هدف الحياة هكذا. لم تعد في مجتمعاتنا العفة والشرف والكرامة والحياء وكل القيم الراقية اندثرت تماما لأنها لا تناسب هذا العصر على حد تعبيرهم.
اليوم، تصفيق وتباهي بالفاسدات أخلاقيا أصبحن في نظر هذه المجتمعات نجمات ممثلات وفنانات يمثلن أدواراً سيئة التي أراها جريمة لأنهن يفسدن أخلاق المجتمع. لكن أصبحن في نظر هذه المجتمعات السطحية نجمات حتى التشبيه بالنجمات ظالم هل سألوا أنفسهم ماذا تعني النجمة؟.
النجمة تلك الشيء النادر القيم الموجود في السماء لتزين عالم الأرض بالجمال والإنارة. لكن اليوم أصبحت النجمات مجرد ألقاب يستعملنها للخداع ولتشجيع الناس على اتباع نفس الطريق للحصول على هذه الألقاب التي ليست إلا ألقاباً مزيفة بعيدة كل البعد عن الواقع.
النجمات شيء قيم لا يعبر عن هذه النماذج التي تخلت عن العفة والأخلاق والكرامة من أجل الشهرة والمال.
ما هي المرأة بالنسبة لهم؟ هذه ليست إلا مجرد وسيلة وكأنما هي شيطان يستعملونها في وسائل الإعلام للإغراء ويسوقونها مثل المنتوجات والبضائع. وما يثير انفعالي أنها هي من تختار ذلك. بإرادتها تحت اسم الحرية.
ما هي الحرية بالنسبة لكم؟ هل عندما يتخلى الشخص عن كرامته يعد حرا. هل يوجد شيء مميت مثل أن يتخلى الشخص عن كرامته وراء سراب لا قيمة له.
جردوا المرأة من قيمتها من كرامتها من إنسانيتها، أصبحت مجتمعاتنا رخيصة جدا وكأنما في كل الحياة. لا يوجد شيء آخر سوى التعري والنزوات في كل وسائل الإعلام، وفي كل وسائل التواصل الاجتماعي وفي كل القصص والروايات كل شيء أصبح إباحيا.
أتساءل أين العفة والأخلاق والحب العذري والقصص الجميلة النقية لوثوا هذا العالم وهذه المجتمعات. وجردوا العرب من أصالتهم وجعلوهم نسخة مطابقة للأصل لهم فأصبحت مجتمعاتنا مستهلكة، تافهة وسطحية.
وكثرت الجرائم من الاغتصاب إلى انتهاك الأعراض والعلاقات اللاشرعية والفساد بكافة أنواعه فصارت مجتمعاتنا شيطانية فكيف ترضى هذه المجتمعات بواقع مدنس مثل هذا؟
متى سوف تستيقظ هذه المجتمعات من هذا السبات الذي جردها من كل قيمة. كيف كانت وكيف أصبحت كانت في الأزمنة السابقة توجد علماء ورجال ونساء يركضون وراء طلب العلم والعمارة والإبداع فصنعوا حضارات. ثم أفسدوا العرب ودمروا كل هذه الحضارات باتباعهم للغرب وركضهم وراء الشهوات والتفاهات.
كان الرجل رجلا فعلا عندما يغار على عرضه وشرفه وكانت المرأة فعلا امرأة عندما كانت تصون نفسها وأباها وإخوتها ومن ثم زوجها وأبناءها. كل منهم له حدوده لكن اليوم أين مجتمعاتنا؟
وماذا حدث لها كي ينتشر الفساد على أرض المسلمين والعرب؟ فأصبح الرجل حتى على زوجته لا يغار ولا يهمه تحت مسمى الحرية.
وأصبحت المرأة لا تصون نفسها تحت مسمى الحرية، والحرية ليست إلا وهماً للسيطرة على العقول وجرها نحو سياسة الاستهلاك من دون تفكير.