إلى القاهرة تتجه الأنظار، وتتوالى الزيارات والاتصالات ويعود النشاط لبحث جميع الملفات الشائكة. وإعادة ترتيب الأوراق لعدد من القضايا الساخنة والمؤثرة في المنطقة.
وكالعادة تكشف القاهرة عن مخططات خطيرة تستهدف دول الخليج وعددا من الدول الأوروبية. بعد أن وجهت أجهزتها ضربات استباقية لأخطر جماعة إرهابية الآن في الشرق الأوسط وأوروبا وهي جماعة الإخوان التي تتمتع برأس وغطاء دولي يتمثل في تركيا وقطر. وجسد يتمدد في كثير من الدول العربية والأوروبية ويعمل ويمارس نشاطه من خلال الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني التي يستغلها لتنفيذ مخططاته الشيطانية بعد أن تمرس على شتى أساليب الخداع على مدار تسعين عامًا وامتلك مهارات فن التعامل من خلال ازدواج خطاباته. والتلون بأكثر من وجه واستخدام عناصره في أوروبا وأمريكا. للنفاذ إلى مراكز التأثير سواء في وسائل الإعلام أو مراكز صنع القرار، خاصة وأن الجماعة تمثل لبعض الدول عميلاً استيراتيجيًا تستطيع من خلاله تنفيذ مخططاتها في الشرق الأوسط.. وبسقوط محمود عزت مخزن أسرار الجماعة قبل عدة أشهر، تمكنت الأجهزة المصرية من الوصول لمعلومات غاية في الأهمية لمخططات الجماعة في الداخل والخارج.
ربما لا يعرف البعض الفكرة الشيطانية لسبب إنشاء هذه الجماعة عام 1928 من قبل المخابرات الإنجليزية، وهي عجز بريطانيا في هذا الوقت عن مواجهة التيار الجارف للحركة الوطنية المصرية.. وخشية بريطانيا استعادة مصر لقوتها ونهضتها ونفوذها مرة أخرى. كما كانت أيام محمد على باشا، وقامت بصناعة هذا النبت الشيطاني في الجسد المصري بهدف تعطيل وشغل الدولة المصرية بمشاكلها الداخلية. بعد أن أنشأت كيانًا يستخدم الدين ويدعو إلى عودة دولة الخلافة ويحد من الانتماء الوطني ويغرس الأفكار الرجعية في مواجهة التقدم والنمو والحداثة. كما قامت باستخدام هذه الجماعة في حريق القاهرة يوم 26 يناير عام 1952 وذلك في اليوم التالي مباشرة لمعركة الشرطة المصرية ضد القوات البريطانية بمدينة الإسماعيلية، بعد أن قررت حكومة الوفد دعم الفدائيين في مدن القناة، ودعم فؤاد سراج الدين وزير الداخلية لرجال الشرطة بالصمود في مواجهة الاحتلال.. وفي المقابل كانت تجهز عناصر الجماعة لحرق القاهرة لتخفيف المواجهة مع عناصر الاحتلال في مدن القناة!!
خطورة هذه الجماعة لم يعد شأنا مصريا، بعد أن تمددت في شتى أرجاء الوطن العربي، واتخذت عددا من المراكز في الدول الأوروبية، وباتت خنجرا مسموما في يد القوى العالمية التي ترسم مخططات منطقة الشرق الأوسط، ودعمت هذه الجماعة في السيطرة على أنظمة الحكم في بعض الدول. كما استخدمتها في خلق الصراعات الدينية والعرقية في دول أخرى، وكانت الأداة الفاعلة في كل الثورات التي حدثت على الأراضي العربية، وأنتجت دمارًا شاملاً في كثير من الدول التي مازال بعضها يصارع من أجل البقاء بعد أن فقدت هذه الدول البنية الأساسية والاقتصاد والمؤسسات وتعيش تحت وطأة الإرهاب والميليشيات المسلحة.
مؤكد أن ما قامت به الأجهزة المصرية من ضربات استباقية للجماعة، هو حماية للأمن القومي العربي وتحديدًا في دول الخليج التي مازالت تنعم بالاستقرار، ويبدو أنها مستهدفة خاصة وأن عناصر الجماعة تنشط داخل بعض مؤسساتها، وهناك ضغوط تركية وأخرى دولية تستهدف الخليج ولن تجد أفضل من هذه الجماعة لتنفيذ مخططاتها الشيطانية. كما هو الحال في بعض دول أوروبا التي تتحرك فيها عناصر الجماعة بتوجيهات تركية لتخفيف الضغوط عليها.. يبقى أن سقوط محمود عزت أحد أخطر قيادات الجماعة وكنز أسرارها سوف يكشف عن مفاجآت كبيرة الأيام القادمة، وعن الخلايا النائمة وربما عن عناصر تسربت إلى داخل البرلمان أو التي مازالت تعمل في بعض المؤسسات الهامة أو توارت داخل بعض الأحزاب السياسية وفى بعض القطاعات الحيوية والخدمية وجميعها باتت الآن معلومة لأجهزة الدولة وتحت بصرها.
حمى الله مصر..
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F