بعد أن رحل عام 2020، وترك إرثًا ثقيلاً للعالم أجمع وضعه بدون هوادة أسفل المقصلة الوبائية، في محاولة منه للقضاء عليه، حتى ظل يعاني بني البشر مع اختلاف أعراقهم، من آفة تُدعى كوفيد 19، منها على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني، فقد تجلى الموقف في الولايات المتحدة الأمريكية، بخسارة مليارات الدولارت. وظل يجوب الكرة الأرضية بشكل متفاوت، لينَكل بكل رأس زي سُلطة، ويجعله تحت وطأة الأنين والكد والاستنزاف. في رغبة منه ليدفعه. نحو طُرق حل الأزمة، وما تلاها من تداعيات، تؤثر بشكل واضح على المواطن، سواء في المعيشة أو التحركات المختلفة. في الحصول على «لقمة العيش». في زمن الوباء، الكل يترقب انفراجة تنجيه من الهلاك.
وهي نقطة التحويل، التي يتم على إثرها، تحديد مدى الرؤية في إيقاف شلال الخسائر الجمة، بشكل علمي منمق، ومتناسق يراعي. جميع الجوانب، بدايتاً من
المواطن، حتى الاقتصاد وما تلاه من تحسين مناخ الاستثمار. وهو ما يُمكن الدولة بأن تكون على أرض صلبة لإدارة الأزمة ومواجهتها. و ما يُعد ترجمة واضحة لإدارة الأزمة بمفهومها العام والتي تهدف إلي التحكم في أحداث مفاجأة. ومتفاقمة، والتعامل معها وتصنيفها ومواجهة آثارها ونتائجها.
ويبقى التعامل، مع الأزمة بشكل مباشر دون مورابة والسهر على حلها بطرق علمية، هو حصان طروادة. لتلافي حدوث معضلة حقيقية، بين رأس السلطة والمواطن، فالهروب من المواجهة، يتسبب في فجوة كبيرة، بين المواطن والمسؤول عن تلك الأزمة، وسبب رئيس في خَلق حالة من عدم المصداقية. لدى الجبهة الداخلية، على مستوى العالم، مما يتسبب في جَرح غائر يصعب، تضميده.
و ذكر القرآن الكريم قصص كثيرة تتحدث عن الأزمات وإدارتها، منها الأزمات التي عاشها الأنبياء عليهم السلام، حتى ألهمهم الله لإيجاد حلول ناجعة، تمكنهم من الفرار من قبضة الأزمة بأقل خسائر، منها أزمة النبي نوح عليه السلام عند ما أبلغ بحدوث الطوفان فشرع حينها ببنـاء الـسفينة للنجاة. فضلاً عن أزمة، يوسف الصديق عليه السلام عندما قص عليه أحد السجينين الرؤيا فأدرك حينها بوجود أزمة لسنوات السبع العجاف استوجب تخزين الحبوب لمواجهة تلـك الأزمة.
ويبقى هناك دور رئيسي للإعلام في دق ناقوس الخطر للأزمات التي تواجه الدول، وهو الناصح الأمين لجميع مؤسسات الدولة. في إدارة الأزمة حين تشتد الحرب الضروس، كالواقع الآن في أزمة كورونا، وذلك نظرًا لمتابعته الحثيثية للأحداث. واستشرافه للواقع، سواء أثناء حدوثها أو بعد الإنتهاء منها، مما يستوجب إبراز هذا الدور وأهميته في توفير الأمن والاستقرار للمجتمع ككل..