في الحقيقة إن إعلان الخارجية الأمريكية، تصنيف حركة حسم الذراع العسكري لجماعة الإخوان، بأنها إرهابية يُعد في ظاهره بمثابة بداية تجفيف الأيديولوجية التنظيمية. ليس في الداخل المصري الذي دفع الثمن غاليا من أرواح الشهداء. في حربه الحامية الوطيس في مجابهة تلك التنظيمات نيابة عن العالم. بل إن الأمر تجاوز فكرة التماهي مع تلك الحركات المسلحة. تحت مظلة الدين، وهو ما يؤكد أن الإدارة المصرية حينما فتحت النيران على تلك التنظيمات كان لديها رؤية ثاقبة. واستشراف واضح لما تؤول إليه الأوضاع. ووجب على العالم أجمع أن يضرب لها «تعظيم سلام».
حركة حسم التي ولدت من رحم الجماعة في أعقاب سقوط الإخوان في مصر. والتي أسست للقيام بعمليات نوعية وتفجيرات في الداخل المصري. تحمل في طياتها التصدي لرجال الأمن وتنفيذ التكليفات الموكلة إليها من قيادات الجماعة. وذلك في إطار خلق حالة من التصدع وعدم الاستقرار لترويع المواطنيين.
وقد كان أبرز عمليات حركة حسم الإرهابية، داخل مصر ، اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، في 2015، فضلا عن الضلوع في تفجير معهد الأورام 2019.
وفي خضم واقع الأزمة للجانب التركي يتجلى تلك القرار بضريبة باهظة الثمن، في التستر على قيادات الحركة يحيى موسى وعلاء السماحي، فماذا يكون موقف الولايات المتحدة وقراراته تجاه تركيا الأيام المقبلة؟. هل يغض الطرف عن فرض عقوبات عليها بسبب عملية الإيواء واسعة النطاق للإرهابيين؟. فقد تحولت تركيا إلى مضمار ميليشاوي خطر، يهدد السلم والأمن العالمي، أم هي قرارت للاستهلاك المحلي، بعد أن اكتوت أمريكا من أحداث الكونجرس من أنصار الرئيس ترامب المنتهية ولايته!. ولكن لماذا تترك الولايات المتحدة الجماعة الأم وتصنف الذراع إرهابي؟
الخلاصة أن تلك القرار من الرئيس ترامب، يعد طلقة النهاية قبل الرحيل، وهو ما بدوره، يحمل في عمقه أهداف كثيرة. منها زرع الشوك في طريق الرئيس بايدن بشكل يضعه بين مطرقة الميول المتهم به، حينما كان نائبًا للرئيس السابق، أوباما، والذي دعم المشروع التنظمي في مصر بكل قوته إبان حكم الإخوان، وسندان صورته أمام العالم في محاربة الإرهاب والتطرف، فهل يفعلها بادين ويكمم أفواه الجميع ويصنف جماعة الإخوان أرهابية؟.. بالطبع ستكون الأيام المقبلة كاشفة..