بصراحة.. لا تعجبنى المكايدة السنوية المستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين المواطنين المنتمين لفريق الاحتفال بعيد الشرطة والمواطنين المنتمين لفريق الاحتفال بعيد ثورة يناير، فكلا العيدين فخر لنا، ووسام على صدور كل المصريين.
لا يمكن أن تنكر أن الشرطة المصرية، هي مصدر أمانك وحمايتك أنت وأولادك، ولا يجب أن تمارس معهم طريقة الهجوم الذي يهدف إلى إحباطهم، حتى تصبح الرغبة في التضحية من أجل أمنك غائبة. ولا تنس أن عيد الشرطة هو يوم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بذكرى وطنية عزيزة قام فيها رجال الشرطة بمقاومة قوات الاحتلال البريطاني بكل بسالة.. وفي نفس الوقت، لا يجب أن يؤدى الخوف من سقوط الدولة في براثن الفوضى، للهجوم على ثورة يناير التي فجرها شباب مخلص للوطن، لم يهدف للحصول على مكاسب سياسية، وليس ذنبه أن تنظيم سياسي غير مشروع، قد قام بالقفز على ثورتهم.. دعونا نحتفل بالعيدين..عيد الشرطة وعيد الثورة.
لا تنس، أيضًا، أن هناك بطلًا سياسيًا له دور رئيسي في الاحتفال بعيد الشرطة، هو فؤاد سراج الدين، الذي لم أفهم سر تجاهل إذاعة اسمه في كافة وسائل الإعلام المرئية، ما أعرفه هو أن فؤاد باشا سراج الدين سياسي وطني، ناضل قبل عام 1952 من أجل حرية بلاده، واستقلالها، وناضل بعد 1952 ولمدة 48 عامًا حتى وفاته عام 2000 من أجل ترسيخ مفاهيم وفدية راسخة، وكان واضحًا عندما قال «نحن ننحاز انحيازًا كاملًا للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان».
وفؤاد سراج الدين هو الذي أعطى أوامره لرجال الشرطة يوم 25 يناير بالاستمرار في قتال قوات الاحتلال البريطاني الذين حاولوا الاستيلاء على مبنى محافظة الإسماعيلية، وقال لهم «استمروا في المقاومة حتى آخر طلقة وآخر رجل».. فؤاد سراج الدين زعيم وطني لا يستحق التجاهل.
بمناسبة هجوم بعض وسائل الإعلام على ثورة يناير، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، يوم الإثنين الماضى.. «يوافق هذا اليوم ذكرى 25 يناير الثورة التي قادها شباب مخلصون، ومتطلعون لمستقبل وواقع أفضل، وأقول لشباب مصر إن وطنكم يحتاج لسواعدكم وجهودكم لاستكمال طريق البناء والتنمية وتحقيق آمال المصريين ليوفر فرصًا متساوية في الحياة الكريمة».. الكلام لا يحتاج تعليق.
أهم مشكلات ثورة يناير، هي سيطرة جماعة الإخوان على التحركات الميدانية، عندما أعطت أوامرها لكل عناصرها بالاستيلاء على الثورة، وتنظيمها، ولكن الأمر لم يستمر كثيرًا، لأن القوى المدنية فهمت أن هدف الجماعة هو المغالبة وليس المشاركة، ولكن أخطأت هذه القوى عندما لم تتفق على مرشح واحد في مواجهة مرشح الجماعة، ولكن الله كان رفيقًا بهذا الوطن، بعد عام من المعاناة مع مشروع التمكين الذي لا يستقيم مع مشروع الدولة الوطنية.. وقد حمى الله هذه الأمة عندما انتفض أبناءها ضد مشروع الجماعة يوم 30 يونيو 2013.
الحديث عن أهمية يوم 25 يناير، باعتباره عيدًا للشرطة وعيدًا للثورة، يقودنا أيضًا لتذكر يوم 30 يونيو، باعتباره يوم تصحيح أخطاء ثورة يناير، وغير مقبول، أيضًا، حدوث مكايدة بين الأطراف المختلفة حول أيهما الثورة الأهم، ثورة 25 يناير أم ثورة 30 يونيو، الحقيقة أن 25 يناير هي الثورة الأولى، و30 يونيو هي ثورة تصحيح المسار، التي لو لم نتمكن من تنفيذها لظللنا حتى الآن في براثن الإرهاب.
كل سنة وأنتم طيبين.. وكل سنة.. و.. «عيدنا عيدين».
tarektohamy@alwafd.org
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا