زيارات رئاسية واحدة تتبعها الأخرى، لافتتاح مشروعات قومية تهدف لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري. بل لا نكاد أن نفرغ من التفكير في ملامح تلك الزيارة والحديث عن أهدافها ومن هم الفئة المستفيدة من تنفيذ تلك المشروعات، إلا ونجد الإعلان عن الزيارة التي تليها، وهذا دليل واضح على أن المواطن المصري على رأس أولويات أعمال ومهام الدولة المصرية.
فمنذ أيام ليست ببعيدة، كانت مراسم افتتاح مشروع الفيروز للاستزراع السمكي بشرق التفريعة بمحافظة بورسعيد. في انتظار تشريف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حيث جاءت أبرز تصريحات سيادته تبث الاطمئنان في نفوس المصريين. بأن الدولة المصرية ماضية على العهد لتطوير الخدمات ورفع مستوى المعيشة للمصريين، فجاءت توجيهات سيادته بإطلاق إشارة البدء في تنفيذ مشروعات قومية بالتوازي مع بعضها البعض والتي من بينها مشروع تطوير القرى المصرية، مشروع القطار السريع والذي يربط بين مدينة 6 أكتوبر ومحافظة أسوان، ومشروع إحلال جميع القطارات السكة الحديد القديمة بأخرى حديثة بحلول نهاية ديسمبر 2021، ومشروع زراعة 100 ألف فدان بسيناء قبل 30 يونيو المقبل ومشروع تطوير بحيرة المنزلة بشكل يجعلها بيئة استثمارية للصيد وغيرها من المشروعات الحيوية التي تهدف إلى تحسين جودة حياة المواطن المصري.
وكانت لقطات المشروع العملاق « مستقبل مصر » لاستصلاح وزراعة 500 ألف فدان بالصحراء الغربية، مبهرة بل جعلتنا نتساءل متى تم كل هذا الإنجاز؟. نغفو ونصبح ونرى الرمال الصفراء تحولت لبقعة زراعية متكاملة، فجاء المشروع ضمن مخطط تنمية الساحل الشمالي الغربي للصحراء الغربية ويمتد على مساحة 500 ألف فدان على امتداد طريق محور الضبعة. والتي تعتبر أحد مشروعات الشبكة القومية للطرق الجديدة، كما تضمنت البنية الأساسية والإدارية للمشروع منظومة متكاملة للميكنة الزراعية والري، مزودة بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة بجودة وسرعة عالية، بالإضافة إلى آلاف من أجهزة الري المحوري «بيفوت» وعدد ۲ محطة كهرباء بطاقة 250 ميجا وات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 کم، وكذلك شبكة طرق رئيسية وفرعية بإجمالي طول 500 كم، ليس هذا فقط وإنما هناك العديد من المشروعات الزراعية فمنها مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، ومشروع الـ100 ألف صوبة زراعية وغيرها من المشروعات التي تضيف للرقعة الزراعية في مصر حتى وصلت إلى 3.3 ملايين فدان اراضي استصلاحيه.
وقبلها بأيام، انطلقت فعاليات افتتاح بطولة كاس العالم لكرة اليد رقم 27 على الصالة المغطاة بإستاد القاهرة الدولي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي. والتي تحتضنها مصر حتى نهاية يناير الجاري. فجاءت الإجراءات الاحترازية اللازمة للافتتاح المبهر لبطولة دولية بمصر في ظل الاغلاق التأم لكافة الأنشطة في بعض بلدان العالم، دليل واضح وصريح على تمعن التخطيط وعزيمة التنفيذ والجهود الداعمة من كافة الأطراف والمؤسسات الوطنية المعنية، والتي أدت إلى رسم صورة ذهنية متميزة عن قدرة وذكاء الإرادة المصرية، مع الالتزام التام بكافة الإجراءات الاحترازية اللازمة تفادياً للإصابة بفيروس كورونا من خلال إتباع نموذج الفقاعة الطبية الذي تقدمه مصر كمنهج علمي لاتباعه في البطولات الدولية المقبلة.
ويحضرني كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة احتفالات عيد الشرطة. عندما قال سيادته أننا « اليوم نخوض معركةَ البناء من أجل تحقيق التنمية الشاملة، وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة». كلمات استقرت في قلوبنا قبل عقولنا خاصا عندما أثنى الرئيس السيسي على وعي ومساندة الشعب المصري العظيم بدء من مرحلة ترسيخ استقرار الدولة ومرورا بمراحل عديدة أبرزها البناء والتنمية والتعمير من خلال تنفيذ مشروعات تنموية كبري، في جميع أنحاء الجمهورية. لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي تضمن لوضع وطننا العظيم في المرتبة التي تليق به.
زيارات وما أجملها زيارات.. ومشروعات تلو الأخرى تهدف لتلبية مطالب المواطن المصري، ومن هنا استلهمني فكرة إنشاء قاعدة بيانات لمتطوعي شباب مصر بتخصصاتهم المختلفة، لبحث إمكانية مشاركتهم في تنفيذ كافة المشروعات القومية في مختلف محافظات الجمهورية، فمصرنا الحبيبة تحتاج إلى سواعد شبابها وحكمة بناتها وقلوب أطفالها وحنكة كبارها وجميع الجهود الصادقة، التي تحلم بمستقبل مشرق لمصر وللمصريين.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا