يواصل ملتقى الشربيني الثقافي الذي أسسه الكاتب الصحفي محمود الشربيني في أكتوبر الماضي نشاطه الثقافي والتنويري ،حيث يقيم أمسية شعرية وغنائية مساء غدٍ الثلاثاء، في مقره الأساسي بمدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية.
ويستضيف الملتقى الشاعرة أمينة عبد الله، والمعروفة بمذاقها الشعري المختلف. وطرحها المثير للخيال والجدال معا. صدر للشاعرة من قبل عدد من الأعمال والدواوين الشعرية المنشورة من بينها «ألوان رغاوي البيرة الساقعة» و«بروفة جنرال لدخول الجنة» و«بنت الشتا» و«كان الماء عبدا ساخنا» و«سوبر ماركت» و«سندات ملكية» و«بنات للألم» .
وفي تصريح للزميل الكاتب الصحفي محمود الشربيني قال أن الملتقى الوليد يبدو وكأنه يغرد وحده في سرب الحياة الثقافية ،كونه مستقلا ويهتم بالثقافة والفكر والأبداع وعلاقته بالواقع وهذا مايميزه عن غيره، فبحسب القضايا التي يطرحها هي بالأساس تنبع من الناس وتمس الناس.
وأضاف الشربيني، في هذا السياق أن الملتقى ناقش ظواهر شديدة الخطورة في المجتمع ، وعلي رأسها قضية الفراغ السياسي وما إذا كان الأدب والفن والإبداع بصفة عامة يمكنه أن يملأ هذا الفراغ أو يكون عوضا عن غيابه.
وكان الملتقى ناقش في آخر جلساته قضية من أخطر القضايا وهي المتغيرات العاصفة التي شهدها المجتمع المصري في قيمه وعاداته وتقاليده وصفاته الجميلة كالشهامة والمروءة والعمل الجماعي والوفاء بالعهود وأداء الأمانات واختار عنصر «الندالة» نموذجا. حيث لفت النظر إلى أن هذه الكلمة أصبحت تجري على الألسنه ولايخلو حديث بين الناس من استخدام هذه المفردة وصفا لحالة أو لشخص ..على الرغم من مستخدم الكلمه قد يكون هو نفسه من بين هؤلاء!
وتابع الشربيني، في سياق القضايا الساخنة التي يناقشها الملتقى يحشد الملتقى مدفعيته الفكرية الثقيلة لمناقشة حق المبدع في الأبداع وهل هو حق مقيد أم مشروط.. وهل يجب أن يحكم عليه بمقاييس الإبداع أم بمقاييس الأخلاق الدينية والحلال والحرام وما يجوز ومالا يجوز. وماعلاقة الإبداع عموما بالدين، تلك القضية المطروحة علينا منذ القرن العشرين وحتى الآن ودفع الثمن كثير من المبدعين الذين وجدوا انفسهم منبوذين ومنفيين ومجردين من التقدير وموصومين بالكفر والإلحاد. هذه القضية تعود لتطل برأسها مع تفجر أزمة مهرجان الشعر الذي أقيم في طنطا، والهجوم الذي تعرضت له الشاعرة أمينة عبد الله، خاصة عندما قالت قصيدتها المعروفة بنات للألم وفيها «يشغلني أن الله امرأة محبة»، والتي عوقبت عليها عقاباً شديدا مؤذيا من بعض الشعراء والذين وصموها بكل قبيح، إلى حد أن شاعرا كتب قصيدة تعتبر خادشة لحيائها، قدمت بها مذكرة لاتحاد الكتاب، مازالت موضع تحقيق. هذه قضية تعتبر من القضايا المسكوت عنها، لأن المجتمع لايضع حدا لهذا الجدال حول الإبداع وحرية المبدع وفرض الوصاية علية من جانب التيار الديني، مُسْلِمُهّ ومتأسلمه.. مٌعْتَدِلُهْ ومتطرفة. ولكون الفكرة تحتاج إلى وعي نقدي وعلمي تام فقد استدعى الشربيني بعضًا من مدفعية النقاد الثقيلة، ممثلة في واحد من أشهر النقاد في الوسط الثقافي وهو الدكتور محمد السيد إسماعيل، والذي سيدير الندوة هذه الليلة.
ويشارك في النقاش أيضًا لفيف من الكتاب في مقدمتهم محمد جاد هزاع ومجدي صالح. ومصطفي نور الدين والشعراء أسماء كامل و محمد عبد العزيز شعبان. وميادة الشربيني والباحثة زينب سيد بمركز المعلومات وصنع القرار بمجلس الوزراء .
ولإضفاء جو من البهجة وإثارة التأمل أيضا دعا الشربيني كتبية الغناء الثقيل، فقد حرص- كعادته – علي إثراء الأمسية بتعريف جمهور محافظة القليوبية -ومدينة شبين القناطر في القلب منها ومايجاورها – باللون الغنائي والموسيقي المميز لفريق «الجميزة».
و «الجميزة» ليست مجرد فرقة غنائية موسيقية. وإنما هي صوت غنائي مختلف كليًا عما عداه من فرق أخري. فغناؤها المقاوم المناضل الذي يشحذ الوعي والهمم ويفخر ببطولات وتضحيات المصريين. ينتمي إلي فنون وآداب وثقافة جيل مختلف من عظماء الفن والابداع الغنائي والموسيقي. وهو جيل فؤاد حداد والشيخ إمام. أسس الجميزة الفنان المقاتل والشاعر والملحن ناصر النوبي. والذي مايزال مصرا علي الغناء المختلف مهما تكبد من مشاق وعناء مالي وانساني.
وسيكون من مفاجآت الأمسية تقديمه لعمل فني جديد و هو «أوبريت غنائي». باسم البطل الأميرالاي محمد عبيد. الذي تصدي بفرقته التي لايزيد قوامها عن ثلاثة آلاف جندي ليواجه بها زحف الاحتلال الإنجليزي. وظل صامدا أمام مدفعه حتي صهرته حرارته. فدفع حياته راضيا بتضحيته بنفسه والاستشهاد في سبيل وطنه.
ويصاحب النوبي في الأمسية عازف الرباب المعروف واحد عناصر فريق الجميزة الفنان محسن الشيمي. فيما لم تقرر بعد بطلة الفرقة وصوتها الغنائي المميز يم سويلم. ما إذا كانت ستسطيع المشاركة في هذه الأمسية بصوتها المميز. كونها لاتزال تتعافي وفي فترة نقاهة، إثر جراحة أجرتها مؤخرا.
سيقدم النوبي عددا من أشهر أغنياته مثل «ياجنابو» و«صحرا» و«لو طلعوني الجبل» .و«شكلي هتغزل فيكي» و«ياما عدى نهار وليل» و«ياعم سيد». بجانب جزء من أوبريت محمد عبيد السالف الإشارة إليه.
ومن المقرر أن تبدا الأمسية في الساعة السادسة مساء، وتستمر فعالياتها حتي وقت متأخر من الليل، كونها سهرة علي ضفاف الشعر والموسيقي والغناء الذي يغسل الهموم الناجمة عن جائحة كورونا، والتي تسببت في إيقاف جميع الأنشطة الثقافية والفنية في مصر، فيما يبقي «ملتقى الشربيني الثقافي» مصرا علي بعث شعاع النور وإيقاد «شمعة تقاوم العتمة».
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F