لم يكن مفهوم القوة الناعمة على مر العصور، هو عرض عمل درامي يُحاكي الواقع وحسب، بل كان لهُ دورًا جليًا في عملية الإقناع داخل الشعوب سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، تزامنا مع وجود حالة من الكر والفر بين القنوات المعادية تجاه المواطن البسيط، داخل جميع البيوت المصرية لتغيبه، وإقناعه بأن ما تقوم به الدولة، مُغاير للواقع تمامًا، لتكريس فكرة محو الوطنية شيًا فشيًا.
نظرًا لدور القوة الناعمة في تشكيل وعي الإنسان. خاصة عندما تأتي في صورة عمل وطني خالص مثل «الممر والاختيار والسرب». يكشف مدى تضحية أبناء الوطن في الثأر من كل من يُعادي ويجور على حقنا. فالدول أصبحت لا تعتمد الآن على الحروب الصلبة لاختراق المجتمعات. ولكن بالعمل على تفتيت ما تبقى من وعي داخل الذهن. يتبعها التكشك في كل عمل يقوم به أي نظام سياسي.
فالخيانة تستفحل بعد ذر الرماد في العيون داخل الوطن، وكل الأسف أن ما يقوم بذلك هم من جلدة الوطن.. عن أي تاريخ يريدون أن يتحدث أبنائهم عنهم إذا؟ عن الخيانة وبيع البلد بحفنة دولارات لجهات مُعادية تعمل على هدم الدولة، وتطلق النار في الهشيم أمام أعين كافة جموع الشعب، ومع ذلك هناك ما زال مُصرًا على التماهي مع هؤلاء!
الواقع أننا نحتاج من جميع الوسائل الإعلامية داخل الدولة. أن تعمل بشكل مضني على كشف كذب وادعاءات. العاملين في القنوات المأجورة. أن نكشف بهتان من يعملون بشكل ممنهج على محو الهوية الوطنية. من يستقطبون البراعم الصغيرة فكريًا. كي ينضموا إلى ميليشيات التنظيمات. وهنا الانضمام لا يعني حمل السلاح وتنفيذ عمليات نوعية. وإنما الترويج بأن ما يتفوه به الجرذان داخل الجحور. هو صحيح لا يتقبل النقد والتصحيح..
نحتاج أن تعتمد وزارة التربية والتعليم، مادة سياسية بحتة تُدرس للطلاب تحتوي على الحقائق والفترات العصيبة من عمر الوطن. عن تضحيات القوات المسلحة على مر التاريخ. ولا نكتفي بالعرض السينمائي مع عدم التقليل من تلك الأعمال الهادفة. ولكن نحتاج أن نعمل على كافة المحاور.. حتى يتم ردع الذئاب العقورة.. أبنائنا هم غُرس الوطن.. لله وللوطن اسمعونا!