لم تكن مصر طوال التاريخ، تحمل في تحركاتها الخارجية إلا الخير لدول الجوار. وظهر ذلك جليًا في عدة ملفات منها الملف الليبي، بشكل يحافظ عليها من التداعيات السلبية بسبب التناحر وتكالب القوى الخارجية المدعومة من قطر وتركيا لنهب ثرواتها، بشكل يجر البلاد نحو طريق مفتوح للتناحر بما يؤثر على الأمن القومي المصري.
تزامنا مع ذلك هناك ملفات أخرى كانت ترهق القيادة المصرية وهو سد النهضة الإثيوبي، ورعونة المفاوض منذ التوقيع على اتفاق المبادئ بين الأطراف الثلاثة في 2015، ومن حينها لم تثمر المفاوضات التي انطلقت في 2011 عن أي تقدم يذكر.
وشهدت تلك الفترة الزمنية إلى وقتنا هذا، حالة من الكر والفر من الجانب الإثيوبي. في عملية التفاوض، بما يؤكد التنصل من الوصول لحل ناجع يرضي الأطراف الثلاث. مفاوضات تعقد على مدار الساعة، دون الحيلولة وكأن إثيوبيا أصبحت قوى عظمى، تريد مناطحة مصر الحضارة، رأس برأس، وهو أمر بعيد كل البعد عن الواقع، فنحن نعلم جيداً أن رجالنا ذو بأس شديد ولن نتوانى لحظة في الحفاظ على أي قطرة مياه تخص شعبنا الأبي.
ومن تلك النقطة، كان إلزاما على مصر أن تتحرك بخطى سريعة لوقف غطرسة المفاوض الإثيوبي، وبدأ ذلك في زيار الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، للخرطوم، خلال الأيام الماضية حيث و قع اتفاقية للتعاون المشترك في مجالات التدريب والتنسيق العسكري، وهي رسالة واضحة، تؤكد أن مصر والسودان مصير واحد، حينما تشتد الحرب الضروس عليهما، من جانب دول معادية كإثيوبيا، يالا العجب! آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، يُناطح مصر!
وحتى تضع مصر النقاط على الحروف، وتكشف عن طريق المفاوضات، وتضع الخط الأحمر لإثيوبيا، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخرطوم، لوضع خارطة السير نحو الوصول لحل يرضى الأطراف الثلاث، بما يجنب حدوث نزاع وحرب شعواء تشعل المنطقة.
رسائل واضحة من مصر تصب في قلب إثيوبيا. تؤكد أن الوجه الآخر لبلادي لن يتحمله بشر. وعلى الباغي تدور الدوائر، ولم يكن تحرك الرئيس لأول مرة بعد تشكيل المجلس السيادي السوداني. إلا رسالة ردع لكل من تسول له المساس بحقوق الشعبين. لاسيما مصر.. فليحذر الجميع.. يد مصر دائماً وأبداً ممدودة للتعاون والخير والبناء، فمن الدهاء السياسي، من الجانب الإثيوبي أن يسارع لحل مرضي. حتى لا تكون فاتورة الغطرسة كبيرة لا يقدر على تحملها..
أخيراً يمكن وضع سيناريوهات لتلك الزيارة، ومدى تأثيرها على المفاوضات الجارية، خاصة عقب استجابة أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة لمصر وإعلانه بعد ساعات قليلة من اتصال السفير سامح شكرى وزير الخارجية المصري وإعلانه استعداد المنظمة الأممية لدعم عملية التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي التي يقودها الاتحاد الإفريقي.
أما السيناريو الأول:
إصدار إثيوبيا بيان واضح يحمل نية سليمة ظاهرة تكشف مدى المساعي الحثيثة في الوصول لاتفاق يجنبهم الحرب.
السيناريو الثاني:
استكمال إثيوبيا في طريقهم نحو التملص من المفاوضات، كما فعلت سابقا والجميع يعلم كيف تكون الأمور في تلك التوقيت.
السيناريو الثالث:
تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، بشكل فعال وتحديد موعد لاجتماع طارئ، يخلص إلى الوصول لاتفاق يرضى الأطراف الثلاث.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية