فُجع المصريون قبل ظهر الجمعة، على أنباء تُفيد بكارثة مروعة جمدت الدماء في عروقهم وأوقفت نبضات قلوبهم بسبب حادث قطاري سوهاج المأساوي والذي أسفر عن مصرع 32 مواطنا وإصابة ما يزيد عن 160 آخرين.
الحكاية الدرامية بدأت بتوقف مُتعمد لأحد قطارين بقرية الصوامعة غرب، في دائرة مركز طهطا في محافظة سوهاج، فلحق به آخر في نفس الاتجاه مصطدما، بعد أن فشل قائده في إيقافه لتسيل بحور الدماء على قضبان السكك الحديدية وسط استغاثات الضحايا وذهول الأهالي من هول الكارثة.
مصر متفردة بين دول العالم في حوادث القطارات منذ زمن بعيد، ولذلك وفرت الدولة خلال السنوات الماضية مليارات الجنيهات لتطوير قضبان السكك البالية ورفعت سعر تذكرة السفر أكثر من ثلاثة أضعافها وطورت المزلقانات وقامت بعمل الإشارات الكهربائية وخاصة في نفس المنطقة التي وقع بها الحادث الأليم.
الحقيقة أن الفريق كامل الوزير، بذل جهودًا كبيرة في هذا الاتجاه ومع ذلك وقعت الواقعة التي دفع ثمنها غاليا أرواحًا بريئة صعدت إلى السماء لتشكو إلى بارئها، ما يعني أن هناك خللًا كبيرًا وفسادًا مازال ينخر في عظام هذا المرفق الهام.
التحقيقات سوف تكشف الكثير من الحكايات والملابسات التي وقفت خلف هذا الحادث المأسوي الذي هز مصر والعالم، وهنا نتوقف أمام أسئلة مهمة، أيًا كان سبب توقف القطار ما هي آلية التواصل بين سائقي القطارات ومحطاتهم المركزية وأجهزة المراقبة الخاضعين لها؟ وما هي آليات التواصل وقت الأزمة مع سائقي القطارات؟ وإذا كانت الوسائل التقنية غير موجودة أو أصابها العطل المفاجئ فلماذا لم يستخدم سائق القطار المتوقف «الموبايل» طلبًا للنجدة ووقف الكارثة؟..أعتقد أن الموضوع يحمل بين طياته عدة ألغاز تبحث عن إجابات عاجلة.
تبقى كلمة.. ظهرت على مواقع السوشيال ميديا فيديوهات استغاثة من ضحايا قطاري سوهاج الذين لجأوا إلى البث المباشر هروبا من الموت يطلبون سرعة الإنقاذ رحمة بالموتى ولسرعة نقل المصابين الأمر الذي يكشف بطئ عمليات الإنقاذ وتأخر الجهات المعنية في الوصول إلى مكان الكارثة، علما أن الثواني المعدودة في هذه الأحوال تفرق بين الحياة والموت، كما أن كل دول العالم تستخدم الآن في مثل هذه الحوادث الإسعاف الطائر وهذا موضوع يطول شرحه!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية