الصحة تاج علي رؤوس الأصحاء.. مثل عربي له آلاف السنين يعيش وسطنا.. ونردده يوميا دون أن نعمل به.. ويوم الخميس حلت علينا ذكري اليوم العالمي للصحة وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة ومنظمة الصحة الدولية للاحتفال بالحق في الصحة وهو حق أساسي من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
كما أنه حق اجتماعي جزء منه يتحمل مسئوليته الإنسان بأن يحافظ على صحته وهو ما نسميه الوقاية. وجزء تتحمله الدولة بتوفير الرعاية الصحية الجيدة للمواطنين.. والمجتمع الدولي مسئول عن حماية صحة العالم من خلال التضامن الدولي.
ويأتي الاحتفال هذا العام، والذي تعيش فيه البشرية أسوأ كارثة صحية في تاريخها حتي الآن وهي انتشار وباء كورونا الذي أصبح فيروسا محيرا للعلماء فهو يتحور ويتطور كل يوم. وأصبح ضحاياه بالملايين من خلال موجات متتالية تضر بالبشرية وهو فيروس فرض علينا العزلة وأصبح علاجه هو الوقاية منه بالابتعاد عن بعض والاهتمام بالنظافة الشخصية بغسل اليدين بالصابون وإرتداء الكمامات.
ورغم مرور عامين على انتشار الوباء لازال هناك بشر يشككون في وجوده من الأصل وهم أصحاب نظرية المؤامرة رغم ارتفاع عدد الوفيات إلى أرقام قياسية، ورغم نجاح شركات الأدوية العالمية في إنتاج لقاح للتحصين منه حتى لوقت قليل. إلا أننا رأينا مسئولين صحيين يشككون في جدوي هذه اللقاحات، بل يرفضون التطعيم بها أصلا مما يجعل المواطن العادي في حيرة من أمره من تلقي التطعيم.. رغم البطء الواضح في حملة التطعيم في مصر حتى الآن مقارنة بدول آخري في مثل ظروفنا .
وهو الأمر الذي يحتاج إلى تفسير وتوضيح من القيادات الصحية في مصر حول كل هذه الأقاويل. وتنتشر هذه الأقاويل الآن في محافظات الصعيد رغم ارتفاع نسب الإصابة في هذه المحافظات بصورة كبيرة.
اليوم العالمي للصحة يأتي في ظروف صحية قاسية على العالم كله. وآثار الجائحة الضارة لحقت بالجميع. وأصاب الفيروس كل الطبقات الغنية قبل الفقيرة والقيادات قبل الأتباع فهو يصيب كل شخص لم يبالغ في الإجراءات الاحترازية أو الذي أهمل فيها .
هذا الكابوس أصبح الأخطر الآن على البشرية وتوارت خلفه أمراض كنا نعتبرها كارثة ولا نجد لها أدوية أو علاجا. وكنا ننتظر يوم 7 أبريل من كل عام حتى تعلن الدوائر الصحية العالمية عن اكتشاف علاج جديد لمرض عضال وتكريم المكتشفين.. وتوارت خلفه أمراض مثل السرطان والإيدز والتي شغلت بال العالم لسنوات طويلة.
كلنا أمل أن ينتصر العلم والعلماء على هذا الفيروس اللعين في القريب العاجل. وأن نتخلص منه ونجد له علاجا فعالا وسريعا ولقاحا طويل الأمد. وعلينا في مصر أن نمد الناس بكل المعلومات حول اللقاحات وتأثيرها. وأن يعمل المسئولون الصحيون من خلال الأبحاث العلمية وليس بتأثير من الشركات المنتجة.
وأتمني أن تسرع الحكومة في حملة التطعيم للمصريين حتى يطمئن الجميع بأن نهاية هذا الوباء قد اقتربت. وأن نحتفل في العام القادم باليوم العالمي للصحة باكتشاف علاج سريع وفعال لكورونا. ووقتها سيتحول إلى انفلونزا عادية .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية