قد يستغرب البعض أنني سأكتب اليوم عن النادي الأهلي.. ولكن مرور 114 سنة على تأسيسه جعلني أكتب عن هذه المؤسسة المنيرة.. فقد تحول هذا النادي بمرور الزمن إلى أيقونة مصرية.. فهو ليس ناديا رياضيا. ولكنه مؤسسة اجتماعية وثقافية وإنسانية شاملة .
والنادي الأهلي هو أحد الأندية العريقة في مصر والمنطقة العربية ويمكن في القارة الإفريقية.. وهو منظمة تعتمد على تكاتف أعضائها واحترامهم لأنفسهم ومنظماتهم.. وديمقراطية النادي هي التي تقوده إلى المقدمة.
الانتخابات تجري فيه وفور انتهائها الفائز يسلم على الخاسر والخاسر يهنئ الفائز.. ونادرا ما سمعنا أن أحد المرشحين لجاء إلى القضاء يطعن في نتائج انتخاباته. والاستقرار هو أول علامات نجاح أي مؤسسة أن يحترم الجميع إرادة الناخبين الذين خرجوا من منازلهم وذهبوا إلى النادي ووقفوا في طوابير وأدلوا بأصواتهم وانتخبوا الفائز.
ومن أجل هذا هو علامة مضيئة في مصر الآن.. وشىء مبشر بأن المصريين يمكن أن يحققوا معجزات لو كان هناك نظام يحترم، محدد المعالم وكل شخص داخل هذا النظام يعرف دوره ويؤدي وظيفته وفق الصلاحيات الممنوحة له والعقاب يطبق على الكبير قبل الصغير بدون محاباة أوخوف من نجومية ذلك أونفوذ هذا.
والأهم أن النادي الأهلي مؤسسسة تشاركية وليست مؤسسة عائلية ومجلس إدارته مجموعة من الأشخاص اتفقت إرادتهم أن يقدموا عملا عظيما للنادي وخاضوا الانتخابات سويا ونجحوا وسط منافسة مع مجموعة مخلصة أيضا. ولكن لا يوجد بينهم من يريد توريث ابنه أوشقيقه. فالتوريث في العمل العام خطر على المؤسسة العامة ولكن مفيد في العمل الاستثماري وفي القطاع الخاص.
لذا نجح الأهلي في تحقيق كل أهدافه الرياضية والاجتماعية والإنسانية والثقافية وتحول إلى رمز من رموز مصر والمنطقة العربية والقارة الإفريقية وكان من حق إداراته وأعضائه أن يحتفلوا بذكر مرور 114 سنة على تأسيسه على مجموعة من كبار رجال مصر الوطنيين الذين قادوا الحركة الوطنية على مدار سنوات طويلة.
فمن حق أعضاء النادي أن يتباهو بناديهم ومن حق الجمهور الذي يشجع الألعاب المختلفة أن يغنوا له وأن يبادروا بدعم ناديهم من خلال التشجيع المثالي، فالنادي الأهلي عبر كل الصعاب التي واجهها وخرج من كل أزمة أقوى وأكبر مما كان عليه قبل الأزمة .
فالأهلي النادي العريق بقي في المقدمة بسبب إخلاص أبنائه وأعضائه وجمهوره وبفضل العمل الجماعي فلم نر رئيس نادي نسب الإنجازات لنفسه ولكن نسبها للجميع وللإدارة.. وللجمهور الكبير الداعم له.
تحية إلى النادي الأهلي الذي جعل في مصر نقطة مضيئة وسط ما نعانيه من كورونا ومصائبها. وما خلفته لنا من فقدان أحباء وأصدقاء وزملاء أعزاء علينا .
تحية إلى جميع مجالس الإدارة لهذه المؤسسة العظيمة فكل مجلس جاء يكمل ما بناه المجلس السابق له. وتحية إلى المجلس الحالي بقيادة رمز من رموز جيلنا الكابتن محمود الخطيب الذي كنا نطرب عندما تأتي الكرة إلى أقدامه. ونفرح عندما كان يحرز هدفا من أهدافه الجميلة، تحية لك ولزملائك أعضاء مجلس الإدارة.. وعقبال مليون سنة .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية