تمر اليوم الذكرى 42 لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلى من مدينة العريش يوم 26 مايو 1979، وإعادتها إلى مصر بموجب اتفاقية كامب ديفيد.
وهذه الذكرى، لا يمكن أن تمر دون تحية شهداء الوطن، الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لحرية البلاد، الجنود البواسل الذين عبروا سيناء، والرئيس السادات الذى اقتحم الممنوع، وخاض معركة المفاوضات من أجل تحرير كامل التراب المصرى، وتحمل ما لم يتحمله أحد، حتى عادت سيناء كاملة غير منقوصة، للسيادة المصرية.
نتفق أو نختلف..ننتمى لهذا الحزب أو ذاك..نعتنق هذا الفكر أو عكسه..ننتمى للوفد أو التجمع أو مستقبل وطن..ننحاز لليمين أو لليسار..لكننا – أبدًا – لا نختلف، جميعًا، حول التاريخ الأهم فى كتاب بلادنا خلال العصر الحديث، وهو تاريخ انتصارات أكتوبر، هذا التاريخ الذى منحنا فرصة الحياة بكرامة، ومحو آثار الهزيمة المؤلمة.
قد نختلف حول كامب ديفيد، وضرورتها فى وقتها، بعضنا يراها حلًا وحيدًا، والبعض الآخر يراها معاهدة تعطيل مصر لسنوات بعيدًا عن الوضع الغربى، ولكننا اليوم بعد أكثر من 43 عامًا نتلمس إيجابيتها المهمة، وهى عودة الأرض الغالية، حتى نتفرغ للتنمية، دون إغفال التسليح والتدريب لحماية أمننا القومى، بقدرة كبيرة، لا تتساوى معها قدرة عسكرية أخرى فى المنطقة، وأصبحنا أصحاب ذراع طولى تتمكن من تحقيق أهدافنا القومية، تحت قيادة حكيمة، لا تفرط فى قوتها بلا مبرر، ولكنها تستعملها لحماية الشعب، والأرض، والحدود، وتستخدمها لمنع الخطر أيًا كان مصدره.
اتفاقية السلام، التى تم على إثرها خروج المحتل الإسرائيلى من سيناء، لم يتم توقيعها من جانب المحتل، إلا بعد الانتصار، فإسرائيل لم توافق على مد يدها بالسلام، إلا بعد شاهدت القدرة المصرية التى ظهرت فى حرب أكتوبر التى لم تكن مجرد معركة حربية جعلت مصر تتمكن من استعادة الأرض المسلوبة من براثن احتلال لا يترك ما اغتصبه بسهولة، ولكنها الحرب التى تمكنت مصر بسببها من إعادة هيكلة نظامها الاقتصادى والإجتماعى والسياسى، فقد كانت تتجاوز محنتها بروح الانتصار، رافعة رأس الكرامة إلى أعلى السحاب، واثقة من قدرتها على العبور أيضًا إلى البناء.
ما أشبه الليلة بالبارحة.. فمازلنا فى حاجة إلى روح أكتوبر، ومازلنا نبحث عن العبور إلى البناء ومواجهة أعداء المستقبل الذين يريدون لهذا الوطن ألا يراوح مكانه، وألا يخطو خطوة للأمام، بل إن هناك من يريد أن يسلب هذا الوطن روحه وحياته!
روح أكتوبر هى المُنقذ، وهى السبيل للاتحاد فى مواجهة عدو خبيث يتربص بنا، ويسعى لهدم كل بناء نشيده على الأرض حتى لا نتقدم للبناء.
روح أكتوبر هى الاتجاه الصحيح نحو بناء مصر الجديدة الحديثة المتطورة المواكبة لعالم لا يرحم من لايعمل.
روح أكتوبر هى التى تجمع المختلفين فى الفكر والمنهج..لأنها الروح التى ستجعلهم يتفقون حول الوطن.
حفظ الله مصر، وحمى شعبها من كل سوء.
tarektohamy@alwafd.org
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية