كتب التاريخ علي مصر أن تكون دولة قوية و أيدت الجغرافيا هذا بموقع لمصر وسط قارات الحضارة أفريقيا و آسيا و أوروبا وكم من قرون مرت علي مصر أصابها الوهن و الضعف ثم عادت لتكون مصر القوية كما كانت .
هكذا قرأنا و تعلمنا .. و لا يستطيع أحد أن ينكر أن جيش مصر العظيم كان و مازال رمانة الميزان في كل عصور مصر و لعل محمد علي باشا بني مصر الحديثة علي هذا المنطق و المعني و قد مر علينا سنوات كنا نري كل من يأتي عليه دور التجنيد الإجباري يحصل علي التأجيل ثم الإعفاء من أداء خدمة الوطن.
و كم من قيادات خرجت الي المعاش المبكر و هي في أوج و قمة العطاء و الخبرات و كأن الرسالة كانت للعدو أننا نائمون فلا تخشي شيئا و بعد ثورة الخامس و العشرين من يناير عاد إلينا جيش مصر و أصبح له أسطول في الشمال و أسطول في الجنوب بأحدث الأسلحة و التكنولوجيا وحاملات الطائرات و الغواصات و البارجات.
وعاد إلينا مبدأ محترم في العلوم العسكرية و هو تنوع مصادر السلاح وتعددت مصادر السلاح من روسيا و فرنسا و ايطاليا و الصين و غيرهم و ارتفعت نسبة تصنيعه في مصر وأصبحت القوات الجوية تحمي سماء مصر بأحدث أنواع الطائرات المقاتلة و معها الدفاع الجوي المجهز بأحدث علوم و تقنيات السلاح علي مستوي العالم.
وأستطاعت مصر أن تحمي ثرواتها في غاز شرق البحر الأبيض المتوسط و أن تفرض كلمتها و خطها الأحمر في ليبيا بعد أن حاولت روسيا و تركيا الإمارات بمصير ليبيا و كأن مصر لا وجود لها فأعلنت مصر بكل قوة أن ليبيا ستبقي موحدة و أن الحل العسكري لن يكون الوسيلة لذلك بل عن طريق المفاوضات و جلوس الأشقاء علي طاولة واحدة بعد وقف القتال وهذا ما نراه و يحدث الأن علي أرض الشقيقة ليبيا كما شاركت بقوة في وقف العدوان علي الأشقاء في فلسطين و الأن نشارك في تعمير ما دمره جيش الإحتلال الصهيوني .
الأن نواجه عدوا أقل ما يقال عنه انه دولة مفككة هشة تقاتل بعضها البعض قد بنت سدا يمنع عنا نهرا هو شريان الحياة لنا و للسودان الشقيق و قد اضاعوا عشر سنوات من المفاوضات المهينة و تعنت لا مبرر له أبدا و أستنفذت مصر و السودان كل وسائل التفاوض بل و التحذيرات ثم المناورات العسكرية و حددنا لهم خطنا الأحمر وهو أننا لن نسمح أبدا بالتفريط في نقطة مياه.
وقابلوا كل هذا بمزيد من الأكاذيب و الإستخفاف و الإساءات و لم يتوقفوا عن البناء و لو ليوم واحد ثم خرج علينا من يقول إن إثيوبيا لن تستطيع إستكمال الملء الثاني هذا العام و أن الملء سيكون عددا قليلا من مليارات المياه و كأننا سنقبل منهم هذه المنحة و نصمت ثم ننتظر الي العام المقبل لنري ماذا سيحدث و نعطي لهم الشرعية بالملء أو عدم الملء حسب رغبتهم و أهواءهم .
إن مصر القوية لا تقبل أبدا أن تكون المعاملة معها بدونية أو إستعلاء عليها ولا تقبل أبدا أن يكون مصيرها و مستقبلها بين أيدي من لا أمان لهم ولا عهد و لا مواثيق و أعلم أن مصر القوية لديها من المعلومات و الوسائل ما تحافظ به علي حقوقها كاملة.
ولكن أن آوان أن نتعامل مع إثيوبيا بمنطق مصر القوية و ليس مصر الصامتة التي تحملت الكثير من الأكاذيب و الإساءات طوال السنوات الماضية و كانت أخر إساءة من سفاح إثيوبيا أبي أحمد بأنه سيبني مائة سد و صدر بيان الكاريكاتورية برفض هذه التصريحات المتبجحة.
و لكن أن الأوان أن لا نكون أقل من تركيا و إيران بل و إسرائيل في حماية مصالحها و أمنها القومي بقوة و صراحة و دون مواربة ولا صبر بل بالقوة التي تجمع كل شعب مصر علي قلب رجل واحد خلف قيادتها السياسية و جيشها و مخابراتها و كل الخبراء المشاركين في الحفاظ علي حقوق مصر و هيبتها و الحقيقة الكاملة هي أن الدولة المصرية لديها كل المعلومات و الخطط و الإمكانيات التي تساعدها علي البدء في التعامل مع إثيوبيا بمنطق مصر القوية لا مصر الصامتة الصابرة .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية