هذا المقال هذه المرة أخاطب به القيادة السياسية والقادة الذين يحملون أمانة الدفاع عن هذه الأمة. وحياتها والذين نقف من خلفهم دعما لهم و إدراكا منا بأن الأمر الذي نحن مقبلون عليه جلل. فنحن في قلب معركة الدفاع عن أنفسنا وعن أبناءنا وحاضرنا ومستقبلنا. وقد استنفذت مصر كل أوراق الدفاع عن نيلها شريان حياتها. فلا مفاوضات نجحت ولا مصالح اقتصادية مشتركة جذبت. ولا التلميح بالقوة العسكرية والمناورات ردعت ولا بالخط الأحمر اهتموا. وهم يضعوننا أمام الأمر الواقع الذي لم نقبله ولن تفرضه علينا إثيوبيا أبدا .
الغليان يزداد و أرتفعت الأصوات من كل الشعب المصري وأقتربنا من نقطة اللا عودة وكلنا على قلب رجل واحد فلنموت كلنا هناك ولا ننتظر الموت هنا فوقوع البلاء خير من انتظاره ومن الواضح أن العدو الحبشي الذي ذاق هزيمة مذلة من أيام معدودة وعرض أسراه بالآلاف في الشوارع يتعامل بثقة شديدة أننا لن نحارب دفاعا عن نهر النيل و يبدو أن صبر مصر الطويل ورغبتها الشديدة في إنهاء الأزمة دون حرب فهمها هو أن مصر لن تذهب للدفاع عن أمنها المائي ويظن أنه في مأمن لأن مصر ترفض الحروب خارج الحدود ولا يعلم أن مصر خرجت مرات ومرات وانتصرت خارج حدودها وهدمت عروش وأزالت ممالك كانت ملء الأسماع والأبصار وأقربها تاريخيا الأمبراطورية العثمانية التي أذلها الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ابن الوالى محمد على باشا .
لا ننتظر من مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة حل أزمة سد الموت الإثيوبي فهما أداة من أدوات الصهيونية العالمية تتحكم فيهما كيفما شاءت. وقد فرض الحصار على العراق سنوات طويلة. بزعم الاشتباه في أن العراق لديه مواد نووية. و أدرجوا قضيته تحت الفصل السابع الذي يعطيهم الحق في التدخل العسكري. ولكن مجلس الأمن هذه الأمم المتحدة لم يكونوا في صف أى قضية عربية أبدا و دائما الفيتو جاهز للاستخدام ضدنا إما من أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا التي ترأس مجلس الأمن حاليا وقالت أن المجلس غير مختص بنظر مثل هذه النزاعات .
حكم الله تعالى في هذه القضية بأنه قد كتب علينا القتال. وهو كره لنا و عسي أن نكره شيئا وهو خير لنا. وأن الله على نصرنا لعلى قدير ومن أحسن من الله حكما أو علما أو قدرة. فقال تعالى ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (216) سورة البقرة.
كما أمرنا أن نستعد ما استطعنا وهذا ما فعلناه بالفعل طوال السنوات السابقة من تحديث لكل أفرع القوات المسلحة فقال تعالى ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (60) الأنفال.
و أخيرا إن الله قد جعلكم خير جنود الأرض و أنتم تدافعون عن حياتنا وحياة مصر كلها. وسنرابط معكم وخلفكم.. ربنا أفتح بيننا و بين عدونا بالحق و أنت خير الفاتحين.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية