فعلتها تونس كما فعلتها شقيقتها مصر من قبلها، بالقضاء على مشروع تمكين جماعة الإخوان الإرهابية. ووأد فكرها المدمّر واقصائها عن كل مواقع الحكم والمسئولية وانقاذ العالم العربي من شرورها ونيرانها العمياء. التي تحرق أوطاننا وتقتل إخواننا من أجل مصالحها الخاصة التي لا تمت للدين الإسلامي بصلة.
استغلت جماعة الإخوان ثورات الربيع العربي فى عام 2011 وانتفاضة الشعب في عدد من البلدان، واختطفت الثورة من الشعب لتتولى مقاليد الحكم، وتنفذ مخططاتها في السيطرة على مفاصل الدول العربية وإضعافها من أجل تكوين خلافة إخوانية لا تعترف بحدود كل دولة. ولكن لم يمض كثيرا من الوقت حتى أدرك الشعب المصري خطورة تلك الجماعة على الوطن. فأطاحوا بها في ثورة 30 يونيو 2013.
وبعد ثماني سنوات، انتهجت دولة تونس الشقيقة نفس النهج عندما شعرت بخطر هذه الجماعة وسعيها لنشر الفساد في الأرض، وعدم اهتمام قياداتها بمصلحة الدولة والشعب، فاتخذ الرئيس قيس سعيد قراراته لمواجهة الجماعة واقصائها بعيدا عن مفاصل الدولة وسانده الشعب التونسي ليدقوا بذلك آخر مسمار في نعش تلك الجماعة المخربة.
الأحداث الأخيرة التي شهدتها تونس منذ 25 يوليو الماضي، نقطة فارقة في تاريخ العالم العربي بصفة عامة، ودولة تونس على وجه خاص، لأنها تعيد الأمور إلى نصابها وتساعد الدولة على تحقيق النهضة الحقيقية، وليس المسمى الذي اتخذته الجماعة شعارًا كاذبًا لها، ولتبدأ التحقيقات التي تكشف المخطط الإخواني وفتح ملفات الفساد واستغلال رجالها نفوذ سلطاتهم لكسب الثروات بشكل غير مشروع، فضلا عن تورط حزب النهضة في قضايا اغتيال النشطاء السياسيين.
لقد اسقطت جماعة الإخوان تونس في الفوضى العارمة على مدار سنوات. وتسببت في إشاعة الخراب بالبلاد، وارتكبت أفعالا شائنة بحق الشعب التونسي. ما استلزم حدوث انتفاضة تطيح بها، وبالفعل تمكن الرئيس التونسي من إنقاذ بلاده وشعبه من مشروع الجماعة. وساعده في ذلك شعبه الذي وقف خلفه وسانده بقوة بعد أن ذاق المرار على يد تلك الجماعة، وعانى من ويلاتهم.
بالقضاء على الإخوان في تونس، تكون انتهت حقبة حكم الإخوان من العالم العربي. بعد أن فرضوا أنفسهم عنوة على الشعوب، ليدرك الجميع خطورتهم ومدى كراهيتهم للأوطان. ويطيحون بهم إلى الأبد بعد أن انكشفت مخططاتهم ومؤامراتهم. التي تستهدف تدمير العالم العربي، والاستيلاء على ثرواته لصالحهم.
عاشت مصر نبراسًا وقدوة وسندًا وداعمًا للأشقاء العرب، وعاشت تونس الخضراء بشعبها اليقظ، وعاش العالم العربي قويًا آمنًا بعيدًا على أيادي الجماعات الملوثة بالدماء، ولتذهب الجماعات الإرهابية إلى الجحيم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية