الناس في مدينة الأقصر تترقب وتنتظر الاحتفال الكبير بافتتاح طريق الكباش.. وهو الطريق الذي يربط معابد الكرنك بمعبد الأقصر. الكل ينتظر نتائج هذا الحفل لتعويض أيام عجاف مرت على هذه المدينة التاريخية العريقة.
فالأقصر تحتاج إلى أكثر من احتفالية دولية يحضرها شخصيات ونجوم عالميون. حتى تعود إليها السياحة التاريخية فهي المدينة التي بها ثلث آثار العالم وهو ما تم اكتشافه فيها. ومع الأيام ومع زيادة الاكتشافات اعتقد أن هذه النسبة ستتضاعف.
فأهل الأقصر لديهم أمل أن تخرج الاحتفالية في أبهى صورة وأن يتم دعوة كل القنوات التلفزيونية في العالم لتغطيتها مباشرة وأن تقدم لهم الدولة كافة التسهيلات للحضور إلى المدينة ومتابعة ما يجرى على أرضها من أعمال تساعد على إقناع السائح أن المدينة آمنة ومستقرة وأن ما يجرى على أراضيها من إنجازات وأعمال هو بسبب الاستقرار الذي نعيشه.
فالمدينة عانت سنوات طويلة من التحكم في رزق العاملين بها.. من بداية أحداث الإرهاب التي أوقفت الحركة السياحية مرات كثيرة تعبنا من حصرها ثم ما شهدته مصر من أحداث منذ 2011 وحتى 2013 وهي فترة كانت الأسوأ في المجال السياحي حتى عندما اختار الرئيس الإخواني محمد مرسى محافظا لها اختار رجل دين سلفي أفتى بوجوب هدم الآثار ونسفها وهو ما ألحق الرعب في قلب كل محب للحضارة الإنسانية وكل مهتم بعلوم المصريات وبكل من كان يرغب في زيارة الأقصر.
وعانت الأقصر وأسوان من قلة السياحة بسبب تفضيل السائح للشواطئ على السياحة التاريخية الثقافية والتسهيلات المقدمة له تغريه بالذهاب للاستمتاع بالبحر أفضل من المشي داخل معبد الأقصر أو زيارة مدينة هابو أو تفقد الدير البحري أو النزول عشرات الأمتار في مقابر وادي الملوك.
فالأقصريون لديهم أمل أن تعيد هذه الاحتفالية الاعتبار إلى السياحة التاريخية. وأن تعيد الاعتبار إلى مدينة كانت يوما محط أنظار العالم وأمنية أي شخص أن يزورها. وكان السياح يأتون إليها من أجل التزود من عبق تاريخها وعبقرية بناتها وينهلون من كرم أهلها.
أتمنى بصفتي ابنا من أبناء المدينة أن يشارك في الاحتفالية نجم مصر محمد صلاح وأن يكون له الحق في دعوة من يريد من زملائه من نجوم الكرة وأن يزور ومرافقوه معابد المدينة.
أتمنى أن يكون فيها نجوم الفن العالميون وأن يقوموا بجولة على عربة أحمس الحربية من معابد الكرنك إلى معبد الأقصر مرورا بطريق الكباش.
فهذه الاحتفالية الكبرى كما يعد وزير السياحة والآثار تحتاج أن تصل إلى كل مكان في العالم. وتحتاج أن نعيد تقديم المدينة العريقة بصورتها الجديدة التي أصبحت عليها الآن وفي زمن قياسي بعد تعطل المشروع لسنوات طويلة.
فهذا التطوير أول من فكر به وقام بالعمل عليه هو اللواء سمير فرج عندما كان محافظا للأقصر. ولكن الأحداث التي شهدتها مصر عطلته ومع تولى الرئيس السيسي الحكم عاد الحلم يراود أهل الأقصر وتحول الآن إلى حقيقة وينتظرون بفارغ الصبر ما سوف تسفر عنه من نتائج الاحتفال ونحن على أعتاب موسم سياحي جديد.
الأمل كبير والطموح يزداد كل يوم والثقة في الدولة تتضاعف وهي مسئولية كبيرة. على القائمين على الاحتفالية الكبرى لافتتاح طريق عمره أكثر من 5 آلاف سنة تقريبا فنتمنى منهم ألا يخذلونا.. لأنه سيحول المنطقة المحيطة به إلى متحف فرعوني مفتوح وسيكون المتحف الأكبر في مصر بل في العالم.. ومصدر فخر لكل إنسان على أرض مدينة الأقصر .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F