العقود الخمسة الماضية أكدت أن صناعة السياحة كانت على رأس الصناعات الواعدة. التي شكلت المكون الرئيسي للهياكل الاقتصادية للدول التي اهتمت بهذا القطاع.. ومصر مقبلة على ثلاثة أحداث هامة يمكن أن تجعلها على رأس المقاصد السياحية في العالم.
مؤكد أن السياحة تحولت إلى واحدة من أكبر الصناعات في العالم باعتبارها أسرع القطاعات الاقتصادية نموًا وتحقيقًا للتدفقات والإيرادات، وأصبحت تحتل المركز الرابع عالميًا كقطاع تصديري بعد البترول والكيماويات والأغذية، وتشير الاحصائيات العالمية أن حركة السياحة العالمية تجاوزت المليار و300 مليون سائح سنويًا.
وهناك دول مثل إسبانيا وفرنسا وسويسرا والبرازيل تعتمد على هذا القطاع كمورد اقتصادي أساسي لها. وإذا كانت المقومات الرئيسية لصناعة السياحة تقوم على ثلاثة عوامل أساسية. أولها الموقع الجغرافي والمناخ والآثار. والثاني المنشآت الخدمية مثل الطرق ووسائل النقل والفنادق والمنتجعات السياحية. والثالث هو حالة الاستقرار الأمني وضمان سلامة السائح وشعوره بالراحة والسعادة في إقامته وجولاته الترفيهية.. فمعنى هذا أن مصر مؤهلة لأن تكون أحد أهم المقاصد السياحية في العالم لأنها تمتلك المقومات الأساسية للجذب السياحي سواء من حيث الموقع الجغرافي أو المناخ الرائع والمتنوع، والآثار الفريدة التي لازالت تبهر العالم وتحتفظ بأسرارها.
كما أنها تمتلك بنية جيدة من الفنادق والقرى السياحية، كما أن الجمهورية الجديدة تشهد نقلة حضارية غير مسبوقة، وأيضًا تتمتع مصر بحالة استقرار أمنى كبير وليس أدل على ذلك من إلغاء حالة الطوارئ، كما شهد جهاز الشرطة المصرية تطورات غير مسبوقة، وقدرات فائقة لفرض حالة الاستقرار الأمني. كما أن أفراد الشرطة بتنوعها وثقافتها ومهارتها الفائقة جعلتها تستطيع التعامل بحرفية مع جميع الجنسيات الوافدة إلى مصر.
لاشك أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولى اهتمامًا كبيرًا بهذا القطاع، وكانت مشاركته وكلماته في احتفال منظمة اليونسكو بمرور 75 عامًا على إنشائها، تأكيدًا على هذا المعنى، وعلى قيام مصر بضخ المليارات لحماية التراث العالمي على أرضها، وإعادة تأهيل عدد من المناطق الأثرية بأحدث نظم التطوير، كما تابعنا في افتتاح متحف الحضارة بالفسطاط وموكب المومياوات الملكية.
وتستعد مصر الآن لثلاثة أحداث تاريخية هامة تحتاج إلى تسويق عالمي كبير. يكون على قدر هذه الأحداث بحيث تصبح أحد أعم عوامل الجذب السياحي لمصر. في ظل حالة الاستقرار الأمني وعمليات التطوير واستعادة مصر لوجهها الحضاري. وأول هذه الأحداث هو افتتاح طريق الكباش بين معبدي الأقصر والكرنك بمدينة الأقصر. والذي يشكل حدثًا عالميًا، بعد أن تم إزالة المنازل والطرق والمباني العشوائية التي طمست هذا الأثر. وعاد مرة أخرى لما كان عليه قبل آلاف السنين عندما كانت تتم عليه طقوس الآله آمون.
ويأتي الحدث الثاني كأهم حدث في القرن وهو افتتاح مصر لأكبر متحف في العالم ويشكل مع الأهرامات الثلاثة أهم بانوراما عالمية في دلالة على تلاقى حضارتين على أرض مصر، حيث يشكل المتحف بكل ما يحتويه من حداثة وتكنولوجيا ومراكز ثقافية ومراكز أبحاث وأحدث طرق العرض المتحفي رسالة إلى العالم عن الجمهورية الجديدة وتلاقيها مع إحدى عجائب الدنيا السبع، ويأتي الحدث الثالث وهو مرور مائة عام على اكتشاف القرن وأهم الاكتشافات حتى الآن وهي مقبرة توت عنخ آمون، لتشكل جميعها أحداثا عالمية هامة يجب استخدامها في صناعة السياحة على أرض مصر.
حمى الله مصر
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F