أصبح معظمنا مصاباً بحالة من الخوف تصل لدرجة الرعب وتخلق داخلنا حالة من التضارب والهواجس التي لا يستطيع أي منا تفسيرها.
وإذا كان واقعنا هو الخوف.. فأعتقد أن مستقبلنا هو الانهيار.
وأصعب ما يتعرض له شخص أو أسرة أو كيان أو دولة هو الانهيار.
وحتى لا يكون الخوف سببًا في نهاية محتومة لا نستطيع تحملها جميعًا ونصل لمرحة الانهيار التي تفقدنا الثقة في كل شيء.
وجب علينا جميعًا وعلى رأسنا مراكز الأبحاث وعلماء النفس والاجتماع وقبلهم المسئولون في كل مكان على أرض هذا البلد أن يجيب على هذا السؤال.
ما هي الأسباب الحقيقية وراء حالة الخوف التي أصابتنا؟
فالواقع نراه جميعًا.. بناء – تطوير – تحديث – متابعة – سلع متوافرة – مواصلات كثيرة ومريحة – تأمين صحي يعمل بكفاءة عالية – تفعيل قوانين – فرص عمل كثيرة في مجال البناء – وأشياء كثيرة كانت معطلة ومتروكة تم تفعيلها واختراقها يصعب حصرها.
وبالرغم من كل هذا الناس خايفة، وباجتهادي الشخصي وبالمناقشة المصغرة مع بعض المحيطين اتفقنا أن المجتمع – أي مجتمع – ينقسم إلى ثلاث طبقات.. الأولى الأغنياء والثانية المتوسطة والثالثة الفقيرة.
واكتشفت أن حالة الخوف أصابت أول ما أصابت وتمكنت واستفحلت داخل «الطبقة المتوسطة» وبدورها نقلتها في شكل عدوى إلى الطبقة الغنية.. التي لا تعاني.. والطبقة الفقيرة التي يحلو لي دائمًا أن أطلق عليها لفظ «الطبقة الغامضة» التي لا تتأثر أيضاً.. وحالياً هو الحال في كل الأزمان.
إذن.. مكان المرض «هو الطبقة المتوسطة» وأسبابه هو فقدان «القرشين» اللي كانوا دايمًا يتركونا في «الدولاب» للزمن والظروف.
وهنا يأتي دور الاقتصاديين ورجال المال.. فالعلاج عندهم.. كيف يعيدوا الثقة لهذه الطبقة وينزعوا الخوف من قلوبهم وعقولهم.. وأولادهم أيضا. حتى يتم شفاؤهم من مرض الخوف المدمر. وبالتالي لا ينقلون هذه المخاوف وهذا المرض للطبقتين.. الغنية والغامضة.
وللجميع أؤكد أن المجتمع عبارة عن ميزان للطبقات الثلاث.. والأكثر عددًا فيهم هي الوسطى وعندما تختل هذه الطبقة من داخلها.. يختل الميزان.. وعندما يختل الميزان تصبح العواقب وخيمة.
اقتحموا المشكلة.. ناقشوها.. حلّوها.. ولا تكتفوا ونكتفي معكم قائلين الناس مش مبسوطة ليه؟
الناس خايفين ليه؟
مستشار رئيس حزب الوفد للاتصال السياسي وإدارة الأزمات
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية