في غفلة من الزمن صعدت جماعة الإخوان الإرهابية لتولي حكم البلاد في 2012، سنة واحدة استقطبت الكثير من ضعاف النفوس ومسلوبي الإرادة، وخلف عباءة الدين نالت مرادها في خلق جرثومة التنظيم حتى أضحت سارية تنخر في جسد الوطن، والذي عايش حالة من الانفلات الأمني إبان حكم الجماعة، فهي الآلية التي تنتهجها دومًا لضمان استمرار وجودها في أي سلطة تنفيذية، والأمثلة كثيرة منها في تونس الخضراء، وما يحدث من معايشة لأيام حالكة السواد بسبب توغل أذرع الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخوانية ورئيس البرلمان المجمد في دواليب الدولة، حتى أهلكوا الزرع والضرع وعاثوا بمقدرات الدولة وبعثروها يمينًا ويسارًا على أهداف التنظيم في القطر التونسي.
وفي حالة مصر هناك من اجتذبته شباك التنظيم نحو آتون العبودية لسدنة العرش الإلهي والمبعوث لإعلاء كلمة الحق «الإخوان»، وكأن أعضاء التنظيم أصبحوا ولاة على الشعب المصري، هم قادرون على تحديد المصير، وقادرون على إدارة جميع شؤون الدولة، والحقيقة أن هذا الحديث كثيرًا ما ردده أعضاء الجماعة والحواضن الشعبية لها في الداخل، فإن كان هذا الحديث يمت للواقع بصلة فلماذا فشلت الجماعة في حكم البلاد؟.. ولماذا لم تستطيع إدارة المشهد رغم المساندة الأمريكية لها؟ ولماذا سادت حالة من الانفلات الأمني إبان حكم الجماعة؟.. ولماذا ولماذا أسئلة كثيرة تطرح على مائدة الحوار، عل هناك من يعود لرشده ويعترف أنه كان متجرعًا لخُدر تنظيمي خالص.
إن ما حدث في مصر عقب تولي جماعة الإخوان حكم البلاد وسقوطها المدوي، هو لف أوصال المريدين بحزام ناري، شديد البأس وسريع الحضور عندما تدور حلقات النقاش حول مستقبل الجماعة وتداعيات سقوطها في الداخل، ترى صبية حواضن الإخوان يمنون أنفسهم بعودة حكم الجماعة، مرددين “كانوا بيدافعوا عن الدين” وكأن الدين الإسلامي يواجه صراعات متعددة في مصر، إنها الولاية التنظيمية حينما تتجلى في سلب الإرادة وتوظيف ورقة الدين، بغية اتساع رقعة المريدين، لتبقى الراية مرفوعة ولو بشكل ظاهري رغم السقوط في مصر وفي الكثير من البلدان العربية، ومع ذلك هناك من يبحث عن الجماعة وعودتها مرة أخرى.. أحلام صبيانية لا تغني ولا تثمن من جوع.
ورغم عدول البعض عن طريق الجماعة، إلا أن هناك من يمتلكون ألسنة حداد للمدافعة عنها، وهو ما يجعلنا نبحث تلك الحالة المزرية التي وصل لها الشباب الصغير، خاصة أن استراتيجية الجماعة في الاستقطاب الفكري تتمحور حول شرائح مختلفة، في القلب منها الشباب، وهناك مثال حي يذكر موجود عبر اليوتيوب منشور بعام 2012 لمن يريد البحث عنه، يحوي شرحًا من عبدالفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة الإخوانية في تونس، للإرهابي الهارب وجدي غنيم، للأوضاع في تونس ومناقشة قرارات الجماعة المغايرة لفكر التنظيم، ليرد الأول أن الأوضاع متأزمة في الداخل، ولكن التمكين يتمحور في جعل أبناء المسؤولين تحت ولايتنا في المدارس، وهو ما يعني فصل الأبناء عن آبائهم في الآراء، وهي اللبنة الأولى في بناء الحواضن الشعبية، ومنها تسرح الجرثومة لتنخر في جميع أركان الوطن بلا استثناء.
وهو ما يفرض على الجميع التصدي لتوغل الفكر التنظيمي داخل المجتمع المصري، خاصة في ظل الحرب الضروس التي يقودها أذرع التنظيم الإعلامية في نشر الشائعات والفبركة، بشكل ينال من الدولة ومؤسساتها، وذلك لتأليب الشارع مما يخلق حالة من الفوضى الخلاقة في مصر، يا سادة أذرع التنظيم تعمل بضراوة وفق خطة مرسومة لاستمالة الشباب المصري نحو الفكر التنظيمي، وذلك بعد الشعور بتراجع البعض عن التأييد مثلما كان إبان حكم الجماعة، فما يحدث الآن من إطلاق للشائعات في ربوع البلاد، يليها شحن الشارع مخطط له.. وعلينا جميعًا أن نكف عن الحديث عن انتهاء الجماعة في جميع وسائل الإعلام، فما يحدث من مشاكل تمر بها في الداخل مدروس لتصدير مشهد إعلامي مغاير لتكتيكات التنظيم في الداخل.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية