ونحن نودع عاماً ونستشرف عاماً جديداً، تستمر مصر في تحقيق أعلى معدلات النمو في الشرق الأوسط، وتحقيق أرقام قياسية في المشروعات القومية الكبري، برغم كل التحديات وعلى رأسها جائحة كورونا.
أيام قليلة ونستقبل عام 2022. وهو بالتأكيد بداية الحصاد لمشروعات كبرى يجرى العمل فيها منذ عدة سنوات.. عام تتبلور فيه شكل الجمهورية الجديدة وتتضح ملامحها بعد أن يتم التشغيل الجزئي للعاصمة الإدارية الجديدة. وتبدأ وسائل المواصلات الحديثة في العمل مثل المونوريل والأتوبيس الترددي، وغيرها من الوسائل الحديثة.
وقبل أيام عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعًا موسعًا لإطلاق مشروع لتطوير أضرحة آل البيت والمناطق المحيطة بها وهي مناطق الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وجميعها تقع فيما يسمى بالقاهرة الفاطمية التي تشكل مناطق جذب سياحي كبير سواء للمصريين أو الأجانب نظرًا للأهمية الروحية لها أو الأهمية الأثرية التي تضم مئات الآثار في شارع المعز والمنطقة المحيطة وتشكل متحفًا مفتوحًا، كما يشكل سوق خان الخليلي موردًا اقتصاديًا هامًا لمئات الأسر المصرية، ومعنى أن تستعيد القاهرة الفاطمية رونقها فهذا في حد ذاته استعادة للوجه الحضاري للقاهرة قبل أن يكون نقطة جذب سياسي هام.
يأتي هذا بالتوازي مع إعلان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء إطلاق مشروع لتطوير القاهرة التاريخية. بعد زيارة الرئيس السيسي لسور مجرى العيون والوقوف على أعمال التطوير والترميم الأثري للسور قبل أسابيع، وهو ما يعنى استعادة القاهرة الخديوية لوجهها الحضاري، وكلنا يعلم أن القاهرة الخديوية التي أنشأها الخديوي إسماعيل بداية من عام 1867 من خلال استدعاء المخطط الفرنسي – هاوسمان – الذي قام بتخطيط مدينة باريس، كما استدعى عدداً كبيراً من الفنانين والنحاتين ومهندسي البساتين، لتخرج القاهرة في أبهى صورة. وتستمر حتى خمسينيات القرن الماضي كواحدة من أجمل مدن العالم.
ومعنى أن يتم وقف البناء والتعديات في المناطق التاريخية بالقاهرة والبدء في تطويرها، فإننا نستعيد أحد الكنوز التي تمتلكها مصر، وهي القاهرة الخديوية التي لا تضاهيها إلا مباني باريس ولندن، وليس أدل على ذلك من انبهار المصريين مما حدث من تطوير لميدان التحرير وقبلها بشارع الألفي والمنطقة المحيطة به الذي تحول إلى منطقة ترفيهية رائعة لا ينقصها إلا الوعي بأهميتها والحفاظ عليها سواء من خلال سلوك المواطنين أو المتابعة من أجهزة المحافظة.
وفي اعتقادي أن استعادة القاهرة لوجهها الحضاري في عام 2022. وبالتوازي مع بداية عمل العاصمة الادارية الجديدة، والافتتاح الأسطوري الذي ينتظره المصريون للمتحف العالمي الكبير في الرماية. مع بانوراما الأهرامات، وتصدير هذه الصورة إلى العالم أجمع.. سيكون أبلغ تعبير لإرادة وعزيمة المصريين الصلبة التي توحدت في الثلاثين من يونيو. وصمدت في مواجهة كل من أراد إسقاط مصر، وفي سنوات قليلة حققت المعجزات. وانتقلت إلى جمهورية جديدة تنعم بالاستقرار والحداثة والحضارة، وتفتح ذراعيها لكل من يطلب السلام والأمن والاستمتاع بحضارتها الفريدة.
حمى الله مصر
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية