لحن الوفا هذا اللحن الذي نراه هذه الأيام ليس من كلمات محمد علي أحمد ولا من ألحان رياض السنباطي، هو الوفاء الذي يجسده رأس الوطنية المصرية ومايسترو السياسة المصرية والذي يعزف أرق النغمات التي تلامس كل القلوب فتسعد الحزين وتطبطب على المجروح وتجبر الكسير وتهدهد على الكثير.
إنه جبر الخواطر لطبقات من شعبنا، أهال الزمن عليها تراب النسيان وتاهت عن عيون أصحاب البيان وطوتها عجلات الدهر فاكتست ألمًا ولم تعد لها كيان، فيأتي الفارس النبيل لها على جواد فرسه الأبيض الذي يشبه قلبه فيدشن لها عصراً جديدا من البناء وعرسا يبدأ من أرض النوبة إلى قلب صعيد مصر الذي طوت ملفاته جحافل النسيان.
ولم أرى يوما منذ أن تولى لا كوبري ولا ترعة ولا جامعة ولا طريق باسمه أو اسم حرمه بعد أن عشت نصف عمري لا أرى إلا اسم الرئيس وزوجته على حوائط كل بنيان شيده أبناء الصمت حتى نصر أكتوبر الذي سطر فيه الرجال ملاحم نصر لا تنسى ولا تعد، اختزله الزبانية في الضربة الجوية.
فلم نسمع عن بطولات رجال المدفعية الذين أطلقوا نار الجحيم من ألف مدفع في آنٍ واحد، ولا رجال سلاح المدرعات الذين خاضوا أكبر معركة تصادمية في التاريخ وهي معركة الدبابات الكبرى، ولا رجال الكوماندوز والضفادع البشرية وكيف استطاعوا منع جحيم النابالم الاسرائيلي الذي كان موجها لمن يعبر القناة.
وطويت صفحة رجال الاستطلاع إلا ما رحم ربي وما قاموا به خلف خطوط العدو، والكثير مما كان يجب رصده وتقديمه وتوثيقه دراميا لتراه الاجيال وتفتخر بأبطال الوطن العظماء، ويشاء القدر أن يأتي اليوم الذي نرى فيه رجلا كان للوفاء عنوان فتعود إلى الرئيس محمد نجيب كرامته في صورة أكبر قاعدة عسكرية بالمنطقة الشمالية.
بعد أن تم إسقاط اسمه حتى من كتب القراءة مع حبي الشديد للرئيس عبد الناصر، ولكن كانت هذه أحد المآخذ عليه وعلى الرئيس السادات أيضا، حتى أحمد فؤاد ابن الملك فاروق يمنحه جواز سفر مدون فيه ملك مصر السابق، بالله عليك من أين لك هذه الروح السامية وتخليد اسماء كل الأبطال والرواد، الفريق الشاذلي الذي اختلف معه السادات ومبارك فعاش بين المنفى وتقييد الحرية فيطلق محورا باسمه.
وليس عنده أدنى خلاف مع الماضي فيحمل كل الوفاء للزعيم عبد الناصر والسادات ويحتفي بحرم الأخير حية وميتة ويثني ويعظم من قيمة الدكتور الجنزوري صاحب مشروع توشكي ويطلق اسمه عليه ومحور المشير طنطاوي وأكبر محطة مواصلات باسم الرئيس عدلي منصور، والمدارس بأسماء الشهداء مدنيين وعسكريين.
ولم ينس المشير أبو غزالة ولا الجمسي ومحمد علي فهمي ولا أحمد بدوي وكل القادة العظام الذين صنعوا حرب أكتوبر بل من كان لهم الفضل في ترسيخ قوة مصر الناعمة واحتفظ بما كان لمبارك وحرمه ولم يمسه، فقد امتلكت ناصية التصالح مع الماضي بحلوه ومره وأثرت تعظيم الإيجابيات ونسيان بل واسقاط السلبيات من الذاكرة الوطنية.
هكذا يعزف المايسترو العظيم الرئيس المفعم بالحب والإنسانية أكبر سيمفونية للوفاء، هنيئا لك بهذا القلب سيادة الرئيس الذي اتسع لكل فئات الشعب فضحكتك العالية من القلب في وسط أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ستظل تدوي في سماء الوطن فلم يكن أحد من قبل يسمع عنهم ولا يحنو عليهم، ولكن أردت أن تشاركهم الظل تحت عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.. فهنيئا لك سيادة الرئيس بما قدمت وأخرت.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية