العدالة الاجتماعية هي مبدأ أساسي لتحقيق استقرار المجتمعات، وأحد مقومات التنمية الشاملة ونهضة المجتمعات.. وما حدث في صعيد مصر يرسخ لأول مرة هذا المبدأ على أرض الوطن.
على مدار أسبوع كامل تابع المصريون بفخر، النهضة غير المسبوقة في محافظات الصعيد من خلال افتتاح مئات المشروعات التنموية والخدمية التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، محققًا الوعد الذي قطعه على نفسه بتغيير وجه الحياة في مصر، ومنها مشروعات تحدث لأول مرة في تاريخ الصعيد لخلق فرص عمل لأبناء الصعيد، وإنشاء عدد من المدن الجديدة لاستيعاب الزيادة السكانية، بالإضافة لمشروعات الطرق والكباري ومرفق السكة الحديد الحيوي الذي يشهد طفرة غير مسبوقة وغيرها من الخدمات.
إلا أن أهم ما لفت الانتباه في هذه المشروعات، كان إعادة إحياء مشروع توشكى مرة أخرى في دلالة هامة على الإصرار على النجاح واستغلال كل موارد ومقدرات هذا الوطن وعدم التفريط في أية فرصة يمكن أن تضيف لجهود التنمية، وأيضًا استعادة والاستفادة من كل ما سبق للدولة القيام به في فترة التسعينيات وصرف المليارات على المشروع الذي تحمس له الدكتور كمال الجنزوري رحمه الله، وكان يرى فيه أهم مشروعات التنمية في مصر، ولأسباب كثيرة تم إفشال المشروع، ومع إصرار الرئيس السيسي على تحقيق طموحات الشعب المصري، واستغلال أنصاف الفرص عادت الحياة لمشروع توشكى، وشاهد ملايين المصريين المساحات الشاسعة لأراضي توشكى الخضراء والمنزرعة بالقمح والنخيل وغيرها من المحاصيل التي تواكب هذه البيئة.
وفي لفتة إنسانية أصبحت تلازم الرئيس في كل تصرفاته، تم إطلاق اسم الراحل كمال الجنزوري على أحد المحاور في منطقة توشكى تقديرًا لفكرته وجهوده في هذا المشروع الذي يساهم الآن في النقلة التنموية التي تشهدها مصر.
إذا كانت مصر تنهض الآن في مجالات عدة ومحاور كثيرة، إلا أن أهم ما يميز هذه النهضة هي العدالة الاجتماعية، فلم تعد الخدمات وتوجيه الموارد قاصرة على العاصمة، وإنما الأرقام وحجم الإنجازات التي تتحقق في شتى المحافظات، تؤكد أن مصر في جمهوريتها الجديدة ترسخ مبادئ العدالة الاجتماعية أو الوحدة الوطنية بمفهومها الواسع في عدم التمييز وتكافؤ الفرص والحياة الكريمة من خلال التوزيع العادل للموارد.
وهذه المبادئ هي أهم عوامل نجاح التنمية، إضافة إلى استقرار المجتمعات وخلق اللحمة والوحدة بين جموع الشعب، وتعميق الانتماء الوطني ووعى الشعب وحرصه على الحفاظ وصون مقدراته والمساهمة في تحقيق الحلم المصري ورؤية مصر 2020 – 2030.
وتأتي رسائل الرئيس السيسي أثناء افتتاح مشروعات الصعيد، غاية في الأهمية لأنها تشير بوضوح إلى توجهات الدولة المصرية خلال هذه المرحلة، سواء تجاه القطاع الخاص ومنحة كافة الفرص والعمل والمساهمة في شتى المشروعات التي تجرى على أرض مصر، وقد أكدها الرئيس أكثر من مرة، خاصة أن الدولة قد أنهت كل أعمال البنية الأساسية سواء للمشروعات الزراعية أو الصناعية، وأيضًا في مجال الصناعات الصغيرة، أصبحت الفرص مهيأة للشباب بعد أن تم تيسير الإجراءات وإقامة منشآت صناعية صغيرة مرفقة ومرخصة، ومن المؤكد أن التوسع في هذه المشروعات تحديدًا سوف يجعل مصر أحد النمور الاقتصادية في الشرق الأوسط وإفريقيا.
حمى الله مصر
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية