دائما نحتفل سويا بإنجازات الدولة المصرية، ولكن في هذا اليوم نحتفل برجال ضحوا بأنفسهم من أجل استقرار هذا الوطن العظيم، نحتفل برجال عقيدتهم الحفاظ على أمن مصر المحروسة. نحتفل سويا برجال مصر الأوفياء.. رجال الشرطة المصرية.
ففي عيد الشرطة السبعين، تختلط دموع الحزن بدموع الفرحة.. فدموع الحزن عندما نتذكر شهداء الشرطة الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن يأتي هذا اليوم ونحتفل به في أمان واستقرار ودموع الفرحة عندما نجني ثمار ما ضحوا من أجله لتشكل ملحمة العمل الوطني ولتكون لنا دافع قوي لبذل الغالي من أجل نهضة هذا الوطن العظيم.
فخلال هذا اليوم تحتفل جموع الشعب المصري برجال مصر الشرفاء من الشرطة ولعلنا تابعنا منذ ساعات مراسم الاحتفال بعيد الشرطة السبعين بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حيث استوقفني ثلاثة مشاهد من مشاهد الاحتفالية.
الأول: تأثر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما تم عرض فيلمًا تسجيليًا، أنتجته وزارة الداخلية، بعنوان «رسالة من أبناء الشهداء» خلال حفل عيد الشرطة الـ 70، المقام بأكاديمية الشرطة، فتأثر السيد الرئيس بعد سماع أمنيات أبناء شهداء الشرطة، بالتحدث مع آبائهم الذين استشهدوا أثناء دفاعهم عن وطنهم ضد الإرهاب، خير برهان على شعور الأب قبل الرئيس، خير برهان على شمول جميع المصريين برعاية فخامة الرئيس.
والمشهد الثاني: في كلمة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية خلال الاحتفالية، حيث قال سيادته «إن عطاء الشرطة سيظل متصلا بملحمة العمل الوطني.. حيث أنتجت خطوات الإصلاح والتنمية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حصادًا زاخر بالإنجازات تحرص الوزارة لمواكبته على انتهاج استراتيجية شاملة للارتقاء بالمنظومة الأمنية وتحقيق نقلة نوعية في شتى مجالات العمل الشرطي، من خلال بذل المزيد من الجهد والارتكاز على الأسس العلمية في التخطيط الأمني ومواصلة الارتقاء بإعداد العنصر البشرى وتطوير معدلات وآليات الأداء».
ويأتي المشهد الثالث: حينما كرم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، عددًا من أسر شهداء الشرطة. وذلك بحفل عيد الشرطة 70، تقديرًا لجهود ذويهم في حفظ الأمن. فكان التكريم بمثابة تحية واجبة لشهداء مصر الأبرار.
ولعلنا نتذكر سويا سبب اختيار 25 من يناير كعيدا للشرطة المصرية. حيث بدأت قصة معركة الشرطة في صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952،. حيث استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة ضابط الاتصال المصري. وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية. وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطاني. والذي طلب من الشرطة المصرية الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام. ونتيجة لذلك راح ضحيتها شهداء من الشرطة من أجل الحفاظ على هذا الوطن العظيم.
فمنذ قديم الأذل، كان التاريخ يسطر بطولات لرجال الشرطة المصرية. وحتى الآن تظل جهود رجال الشرطة قائمة للدفاع عن أرض مصر. فتحية واجبة لرجال الشرطة في عيدهم… تحية واجبة لكل عين سهرت لحماية ووطننا الغالي مصر.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية