ما يقدمه المنتخب المصري في بطولة الأمم الأفريقية شيء جيد جدًا.. فالروح والتكاتف بين اللاعبين والتماسك والصلابة. هي أساس ما نشهده من عبور مطبات صعبة في هذه البطولة المليئة بالمشكلات على الأرض الكاميرونية.
وتأتى مباراة الكاميرون لتكون رسالة لكل من يحاول أن يدخل مع مصر حربا حتى وان كانت كروية. أقول هذه الكلمات من قبيل بث الحماسة في اللاعبين فيكون رد فعل المصريين كما شهدتموه في الملعب، وأقصد هنا عبارة نجم الكاميرون الأسبق ورئيس اتحاد الكرة صمويل إيتو عندما وصف مباراة مصر بأنها حرب.
ورغم أن عددا من الاعلاميين حاول تبرير هذه التصريحات وأحدهم ادعى أنها لم تكن موجهة إلى مباراة مصر، إلا أن المصريين ردوا عليه بالالتفاف حول منتخبهم ورد عليه الرجل الأجنبي مدير المنتخب الفني لمصر، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وفور انتهاء مباراة الخميس خرج المصريون في مسيرات فرح كأنهم أحرزوا اللقب.
وأعتقد أن الكثير من الرياضيين والسياسيين لا يعرفون سيكولوجية الشعب المصري، فهو شعب تعود على الحروب سواء كانت عسكرية أو الحروب ضد المتآمرين على دولته، وأعتقد أننا أكبر شعب في التاريخ خاض حروبا، دفاعا عن أرضه ومصيره وقراراته.
كما خضنا ونخوض حروبا على الإرهاب والفساد، والحرب الأهم هي حرب لقمة العيش، ويخرج المصريون من كل هذه الحروب منتصرين بإرادة الله أولا وبعزيمتهم ووحدتهم وتكاتفهم وبقيادتهم الواعية.
فتصريحات إيتو جاءت في غير محلها لكنها افادت المنتخب، لأن لاعبيه استعادوا المخزون الداخلي فكانوا في الملعب يواجهون لا عبى الكاميرون المسنود من جماهير غفيرة وحكم أغلب قراراته لصالح الكاميرون، وله موقف واضح من منتخب مصر وإدارة الاتحاد الأفريقي المنحازة في الأساس لصاحب التنظيم وتجاهل كل الشكاوي التي تقدم بها الاتحاد المصري ضد الحكم.
نجحت مصر في عبور هذه الحرب منتصرة رافعة رأسها، ونتمنى أن تستمر المسيرة وأن يعود منتخبنا إلى مصر في يده الكأس ليهديها إلى شعب مصر العظيم، ولابد أن يعرف إيتو أو غيره أن شعب مصر قد يهزم في حرب لكنه سرعان ما يعود وينتقم ويحقق النصر تلو الآخر.
وتبقى أن نوجه رسالة إلى الاتحاد الأفريقي ولجنة الحكام، أعتقد شاهدتم بأعينكم ما قام به الحكم الجامبي في المباراة والظلم الذي وقع على المنتخب المصري وهو ما قاله جميع محللي أداء الحكام في كل القنوات الرياضية، وأن يتم اتخاذ إجراء ضده أو يمنع على الأقل من أن يقوم بتحكيم أي مباريات يكون طرفها منتخب مصر أو أحد الأندية المصرية.
وتبقى مباراة الأحد النهائي، وهى مباراة سوف تتكرر مرتين في جولتي التأهل لكأس العالم في الشهر القادم، عندما نواجه السنغال، وهو فريق كبير متكامل لا يوجد به إصابات، فهو كامل العدة والعتاد، وعلى أبنائنا بقيادة نجم مصر والعالم محمد صلاح أن يقدموا أداء قويا والعودة إلى القاهرة بالكأس، فالفوز في هذه المباراة سوف يدعمنا في المباراتين القادمتين ونطير إلى الدوحة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية