تابعت باستياء شديد واقعة ضرب «رجل» لعروسه على مرأى ومسمع من الجميع في محافظة الإسماعيلية، وشعرت بامتعاض حين برر خطأه بأنه صعيدي، وأن هذا السلوك منتشر عند الصعايدة، ولكنه بذلك يسيء لسمعتنا باعتباري رجلًا صعيديًّا تربيت على احترام المرأة وحمايتها من أي سلوك يخدش كرامتها أو يجرح كبرياءها، فالرجل الحقيقي هو من يرفض هذا السلوك العدواني، وليس من يفعله.
نحن-الصعايدة- تربينا على اتباع تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى الرفق واللين مع النساء، وأوصى بحسن معاملتهم، فقال رسولنا الكريم-صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا»، ولنا في رسول الله قدوة بتعامله مع نسائه الذي لم يتخلله يومًا إهانة أو اعتداء بأي نوع.
أتفهم موقف البنت المغلوبة على أمرها التي تنازلت عن حقها القانوني، ورفضت تحرير محضر لزوجها، ولكن أين حق المجتمع الذي شاهد هذا الجرم يرتكب في الطريق العام، ثم يترك فاعله دون أي عقاب، ولست مع خراب البيوت أو تخريب حياتهما الأسرية، ولكن السكوت عن الحق يزيد الباطل قوة، فالإنسان العدواني لن يشعر بخطأ يرتكبه عندما يضرب ويعتدى على غيره طالما تيقن أنه سينجو كل مرة دون عقاب.
كيف نعلم أبناءنا الالتزام بالقانون والأخلاق الحميدة، وهم يرون يومًا بعد يوم تأصيل فكرة العنف ضد المرأة والطفل في الشارع من خلال فيديوهات منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي؟ علينا جميعًا أن نقف وقفة حاسمة تجاه أي عنف خاصة إذا حدث هذا العنف بعلانية، ويجب أن يكفل القانون حق المجتمع الذي يرى ويتأثر نفسيًا وسلوكيًا، كما يفعل مع ارتكاب فعل فاضح في الطريق العام.
إن التهاون مع السلوكيات العنيفة التي ترتكب في الأماكن العامة والطرقات وتؤثر بشكل مباشر على أطفالنا وأبنائنا المراهقين هو تهاون في بناء إنسان سوى ملتزم بالقيم والأخلاق والقانون، وزيادة احتمالية إنشاء مجرم اعتاد على العنف والجرم، فعلى الدولة تقنين هذا السلوك وحماية أبنائنا من مخاطره الجسيمة التي تؤثر حتمًا على المجتمع.
يجب أن نخلق استراتيجية حاسمة نحمي بها المرأة من العنف بشكل عام، من خلال تعديل السلوك لمرتكبي العنف ضد المرأة، وتنشئة أبنائنا في المدارس على اتباع القيم الإنسانية، واحترام المرأة، وتكريمها، لأنها تاج فوق الرؤوس، ولا يمكن أن ينصلح المجتمع من دونها، فهي الأم والأخت والزوجة ورفيقة الحياة.. فرفقًا بالقوارير.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية