ما زالت تطورات الحرب الروسية الأوكرانية تتصاعد ولا تتوقف فقد أعلنت روسيا قرارا ببيع النفط والغاز الروسي بالروبل الروسي وليس الدولار أو اليورو كما كان سابقا. وهو قرار له أبعاد اقتصادية مؤثرة على اقتصاد العالم كله في حالة انضمام الصين لتطبيق التعاملات بينها وبين روسيا بالروبل الروسي والين الصيني. وأيضا لو تحركت السعودية في ذات الاتجاه، وخاصة بعد أن زادت هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية بالسعودية.
وصدور بيان سعودي يؤكد أنه قد يخفض من إنتاج النفط إذا ظلت هذه الهجمات مستمرة. وأن المجتمع الدولي وأمريكا عليهم تحمل تبعات صمتهم تجاه هذه الهجمات. وهو ما سيرفع سعر برميل البترول إلى أرقام لم يصل إليها في تاريخه قد تصل إلى 200 أو 300 دولار للبرميل أو أكثر. كما صرح بذلك الرئيس الروسي بوتين من قبل.
أما عن الأوضاع العسكرية على الأرض، فقد استمر الحصار الروسي للعاصمة الأوكرانية كييف واستمر القصف والحصار لبقية المدن وخاصة المدينة الاستراتيجية ماريوبول، والتي يعني سقوطها خسارة أوكرانيا لكل مدنها الواقعة علي البحر الأسود. وزيادة الضغط على العاصمة كييف.
وما زالت الإمدادات العسكرية تتوالى من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وتركيا وسلوفاكيا وبولندا وبقية دول حلف الناتو. وتحاول أمريكا بكثير من الإغراءات لتركيا. كي تتخلي عن منظومة الدفاع الجوي الروسي إس 400 لأوكرانيا. لتحارب بها الطيران الروسي. وهو ما يرفضه الأتراك. حيث يحاولون الوقوف بقدر الإمكان في الوسط، ورغم أنهم دعموا الجيش الأوكراني بالطائرات المسيرة بيرقدار. إلا أنهم يسعون الي عدم وقوعهم في الفخ. ومواجهة الجيش الروسي بشكل مباشر. حيث تواجه الجيشان الروسي والتركي في سوريا. ولم يستطع الجيش التركي الصمود أمام الجيش الروسي الذي لم يستخدم إلا جزءًا ضئيلًا من أسلحته الحديثة.
وما زال يحارب الجيش الأوكراني بأسلحته الأقدم سواء على مستوي القوات الجوية أو الدبابات والمدرعات وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ عدا صواريخ كينجال التي ضرب بها مدينة لفيف على الحدود مع بولندا. والتي تعتبر ممر الإمدادات العسكرية لأوكرانيا. وما زال الإعلام الغربي يصنع من الرئيس الأوكراني بطلا يرفض الاستسلام ويصور الأمر. وكأن الجيش الروسي عاجزا عن اقتحام كييف. رغم أن ملايين الأوكران تركوا وطنهم. وأصبحوا لاجئين ومشردين في كل دول أوروبا من ويلات القصف الروسي الذي لا ينقطع عن المدن الأوكرانية. التي أصابها الدمار الشديد سواء الممتلكات الخاصة أو المرافق والبنية الأساسية.
وقد زادت حدة الصراع الأمريكي الصيني وتتصاعد في ظل سياسة أمريكية تصعد من لهجتها تجاه الصين في شكل تهديدات أمريكية للصين بوقوع عقوبات عليها في حالة مساندتها للروس خاصة على المستوى الاقتصادي أو العسكري. كما بدأت أمريكا في إثارة القلق والاضطرابات في كل الدول، التي ستكون محطات اقتصادية وموانئ لطريق الطوق والحزام الصيني. وهو ما وضح تماما في دعم عرقية الروهينجا في دولة ميانمار ضد الحكومة هناك، وكأنها تدعم حقوق المسلمين هناك، وأيضا عرقية البلوشستان في باكستان وإيران.
والتي تطالب بالاستقلال عن باكستان وإيران. كما وقعت أمريكا عقوبات على سياسيين صينيين تحت شعار حماية حقوق الأقليات في الصين. ولا تزال الاحتكاكات الأمريكية الصينية حول تايوان تدور بشكل شبه يومي تخوفا من قيام الصين بضم تايوان بالقوة المسلحة، وهي الخطوة التي تخشي أمريكا من قيام الصين بها.
أما عن الشرق الأوسط فلا تزال إيران تشكل القلق الأكبر والمعضلة لدول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات التي تخشى من حدوث اتفاق بين إيران وبين أمريكا، يتم بمقتضاه زيادة إنتاج النفط الإيراني للحد من ارتفاع أسعاره، في مقابل إعطاء الحرية لإيران للحصول على القنبلة النووية وهو ما يعني دعم أمريكي مباشر لإيران ضد دول الخليج. وهو ما يعني أيضا تحول الحليف الاستراتيجي الأمريكي الي عدو مباشر لها.
ويحاول الكيان الصهيوني الصيد في الماء العكر وتكوين حلف يضمها والسعودية والإمارات ضد إيران. وبالطبع تحاول دخول مصر في هذا الحلف خاصة أن مصر تاريخيا داعمة لدول الخليج عسكريا ضد إيران. ولعل اللقاء الثلاثي الأخير بين قادة مصر والإمارات وإسرائيل في شرم الشيخ جزء من هذه الجهود. كما صرحت بذلك الصحف والمواقع الإسرائيلية عن هذا اللقاء.
ولا تزال الأوضاع محلك سر في ليبيا و قضية سد الموت الأثيوبي فلا تزال ليبيا تعاني من صراع المصالح بين السياسيين ووجود حكومتين تديران الدولة، ولا تزال أثيوبيا تواصل مراحل التجهيزات للملء الثالث للسد من دون أي تنسيق على الإطلاق بينها وبين مصر والسودان ومن دون أي اعتبار لكون هذا السد مهددا لحياة كل المصريين والسودانيين.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية