لا يصح أبدا أن نري الأزمات المتتالية المتنوعة التي يحدثها إبراهيم عيسى على أنها مجهود فردي بل هو نتاج مجهود جماعي منظم وممنهج ممول يقوم فيه إبراهيم عيسى بدور رأس الحربة الذي يحمل فكر جماعته والذين يطلقون على أنفسهم التنويريين وأستطيع أن أشبهم بجماعة الإخوان المسلمين. ولكن بأساليب مختلفة.
فنجد أن جماعة التنويريين تعتمد في تحركاتهم على مجموعة من الوسائل لنشر رسالتهم والتي هدفها الرئيسي هو السيطرة على عقول المجتمع والتحكم فيه وتحويل معتقداتهم إلى قوانين ملزمة لكل أفراد المجتمع والوصول لكل المناصب الهامة المؤثرة التي لا تظهر كلها على سطح الأحداث وهم يشوهون الإسلام بكل مظاهره ومقدساته وثوابته بعكس الإخوان الذين يتخذون التدين وسيلة لكسب التعاطف والأهداف النهائية واحدة لكلا الجماعتين .
من خلال استخدام البرامج والصحف والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي ومسلسلات الدراما يتم بث الكراهية لكل مظاهر الإسلام سواء كان الأذان أو الجلباب أو السبحة وأخيرا الهجوم على صلاة التراويح واستخدام مجموعة من الفنانين والفنانات للهجوم الدائم على أي مظهر إسلامي و لعل استخدام إلهام شاهين نموذج واضح لهذه الوسيلة فهي فنانة معظم أدوارها بعيدة تماما عن الدين فهي ليست مؤهلة ولو بالحد الأدنى للحديث عن الأمور الدينية والإفتاء في شئونها وهناك أيضا مجموعة من الفنانين المغمورين الذين يسعون للشهرة يخرجون و بدعم إعلامي للخروج بتصريحات مثيرة للجدل أيضا حول الأمور الدينية و أيضا المسلسلات التي تقدم رجل الدين بأنه ضعيف وحافظا لنصوص جامدة لا يفهم كثيرا منها .
الأسلوب الثاني هو هدم المقدسات الإسلامية و إثارة الجدل والشك حول صحتها ولعل ما قام به إبراهيم عيسى من إنكار المعراج إنكارا تاما و اعتباره وهم نموذجا واضحا لهذا الأسلوب رغم أن الصلاة الركن الأول في العقيدة الإسلامية فرضت خلال رحلة المعراج وفي نفس الوقت نجد تقديس إبراهيم عيسى للبقرة ويعتبر أن صفات البقرة تجعلها أقرب للقداسة ويضع صفات الصبر والعطاء والصلابة والمرونة والجمال في البقرة وأنها شريكتنا في الحضارة ويستنكر لماذا ننكر على الهندوس تقديسهم للبقرة .
الأسلوب الثالث إعلاء شأن الملحد والإلحاد وأن الملحد مثقف ومتحضر وتفكيره راق و أن الملحد دينه الإلحاد ويعتبر الإلحاد عقيدة وزاد على ذلك أنه من الممكن أن يكون الملحد أكثر أدبا وأخلاقا من الذي لا يترك الجامع أو المسجد رغم أن القرآن والسنة دائما يضعان حسن الخلق في مقدمة الدين وكلما زاد حسن الخلق عند المسلم زاد قدره عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحض على حسن الخلق في كل المعاملات وتنشر الفضيلة في المجتمع بكل مكوناته.
ثم عاد ليؤكد أن الدين لا يصنع الأخلاق وأيضا رفضه لأي دور لرجل الدين لأننا في 2022. ووصلنا لدرجة من الوعي والحضارة لا يصح معها أن يكون لرجل الدين أي رأي. لأننا عندنا الوعي الكافي للتحرر من سيطرة رجال الدين لأن هذا هو طريق التقدم دون وصاية من أحد على الإطلاق.
الأسلوب الرابع استقطاب بعض رجال الدين الذين يهوون الشهرة ويبحثون عن كل الموضوعات المثيرة للجدل. عبر التاريخ الإسلامي ووضعهم كغطاء يؤيد منهجهم ورسالتهم واتخاذهم مستشارين لأعمالهم الدرامية. التي يسعون فيها لتفكيك الأسرة وبث روح العداء بين الزوجة وزوجها. رغم أن الدين الإسلامي جعل الزواج مودة ورحمة بين الزوجين. كما أنهم يديرون التهم الإعلامية ليلا ونهارا ليقدموا الإسلام دائما ظالما للمرأة في قوانينه. وأننا لابد أن تصدر قوانين جديدة تنصف المرأة وهذه القوانين في نهاية الأمر ستدفع الشباب إلى عدم الزواج أصلا. والبحث عن طرق أخري مثل الزواج العرفي والعلاقات خارج الزواج وهي «الزنا». بسبب كم التعقيدات أمام الشباب للزواج و كأنهم لم يكفيهم الظروف الاقتصادية الصعبة. التي رفعت نسبة العنوسة في المجتمع بشكل كبير وهي حقيقة واضحة للجميع .
أخيرا جماعة التنويريين لا تستطيع أبدا أن تقوم بهذه الخطوات والتجرؤ إلا على الدين الإسلامي فقط فلماذا؟
هذا سؤال يحتاج إلى إجابات وشرح طويل لأنهم لن يردوا عليه .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية