تدور الحرب على الأرض الأوكرانية فيدفع الشعب الأوكراني الثمن من دمائه وضحاياه ومرافقه ومظاهره ومصانعه لكي تبيع أمريكا السلاح والنفط والغاز بدلا من روسيا.
وتنزلق كل دول أوروبا إلى أتون الحرب فتسرع ألمانيا إلى تخصيص مائة مليار يورو بميزانية الدفاع ويبدأ سباق التسلح في أوروبا لأن الدب الروسي بدأ في إلتهام أراضي أوكرانيا التي كان يريد منها فقط تعهدات بعدم الانضمام للناتو. فأبي رئيسها لأنه تلقي وعودا أمريكية بالدفاع عن أوكرانيا وطمأنوه بأن الروس سيناورون، ولكن لن يهاجموا أوكرانيا. ولكن الروس عندما أحسوا خطر على أمنهم القومي وأن أسلحة الناتو ستكون على أبوابهم بدأوا الحرب ولم تتوقف الحرب حتى هذه اللحظة .
مازالت العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأوربية تتوالي ومازال الروبل الروسي يحقق مكاسب و يزداد قوة عكس كل التوقعات و ذلك لأن أسعار النفط زادت إلى الضعف تقريبا كما أن الروس اشترطوا السداد بالروبل الروسي مقابل الغاز والنفط وليس الدولار أو اليورو .كما أن الاجماع الأوروبي تحطم على صخرة إمدادات الطاقة الروسية لأن المجر وسلوفاكيا أعلنوا صراحة أنهم سيدفعون بالروبل وأنتم لا غني لهم عن الغاز الروسي و هذا ما ينطبق أيضا على دولة التشيك وسلوفاكيا مما تسبب في اهتزاز بنيان الاتحاد الأوروبي وزاد من الطين بلة اقتراح الرئيس الفرنسي ماكرون بإنشاء منظمة جديدة للدول الأوربية الديمقراطية و هو اقتراح قد يضرب الاتحاد الأوروبي في مقتل. ومازال قيد الدراسة وهناك من أيده وهناك من عارضه ولكنه قد يسبب شرخا جديدا في جدار الاتحاد الأوروبي ولا ننسي الرفض السعودي الإماراتي للضغوط الأمريكية بزيادة إنتاج النفط مما ساهم في زيادة ارتفاع أسعار النفط دون انخفاض ردا على الدعم الأمريكي الحوثيين في اليمن والذي تسبب في وصول الصواريخ و المسيرات الحوثية إلى المدن السعودية و الإماراتية و ضرب المنشآت النفطية السعودية .
أما ما يخشي منه العالم أجمع فهو استمرار هذه الحرب التي أضرت الاقتصاد العالمي أو أن تمتد لتشمل دولا أخري مثل السويد وفنلندا اللتان ترغبان في التحول من حالة الحياد إلى الانضمام للناتو وهو ما ترفضه موسكو بشدة وأعلنت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الإجراء كما أن بولندا نشطة جدا في دعم أوكرانيا وهي محطة لعبور كل المساعدات العسكرية والاقتصادية التي تقدمها أمريكا ودول حلف الناتو وهو ما يجعلها عرضة لأي رد فعل روسي.
وأما عن استمرار هذه الحرب فهو هدف أمريكا التي تسعي لأن تكون أوكرانيا فخ جديد لروسيا يستنزفها كما حدث من قبل للاتحاد السوفييتي في أفغانستان وهو ما يدركه الثعلب الروسي بوتين الذي سحب قواته من حول كييف لتنتهي من احتلال شرق أوكرانيا بالكامل أولا وكل المدن الواقعة على البحر الأسود مما سيجعل ما تبقي من أوكرانيا دولة حبيسة حيث لن يكون لها حدود بحرية بعد ذلك ومازال الإعلام الغربي ينفخ في صورة المقاومة الأوكرانية والجميع يعلم أن معظم السلاح الروسي المستخدم هو الأسلحة الروسية القديمة وأن المجهود الرئيسي للجيش الروسي لم يدخل في نطاق المعارك حتي الآن .
أما عن الصين التنين الهادئ المستيقظ فهو يجني الثمار فقط فهو يضم الجزر الصغيرة التي تنتشر حول تايوان ويستخدمها عسكريا و يرسل يوميا أسرابا من الطائرات المقاتلة فوق سماء تايوان ويمدد نفوذه البحري في مضيق تايوان رغما عن أنف القوات البحرية الأمريكية والتايوانية كما أن التعاون الاقتصادي بين الصين وروسيا يزداد بمعدلات متسارعة كما أنه يدرس العقوبات الأمريكية الأوربية التي يتم توقيعها على روسيا ليتفاداها هو عندما يبدأ ضم تايوان إلى الصين كما أنه يسعي إلى فك الارتباط بين الدولار و البترول ( البترو دولار ) وهو ما يعني أن بيع البترول الخليجي تحديدا لو صدر قرار بقبول بيعه باليوان الصيني أو أي عملة أخري غير الدولار فسيكون مصير الدولار غامضا و سيتغير وجه الاقتصاد عالميا لصالح الصين وروسيا بشكل كبير و سيكون حساب الأرباح والخسائر لكل دول العالم .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية