لا صوت يعلو الآن على صوت قمة المناخ مع اقتراب موعد عقدها وتستضيفها مصر في مدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم.. الكل يتحرك من أجل إنجاح هذا الحدث العالمي.. جميع الأجهزة مسخرة لها.. خصوصا ان التوقعات تشير الى ان ما يقارب من 15 ألف شخص سوف يشاركون في هذه المناسبة سواء من الوفود الحكومية او المنظمات الأممية والإقليمية ومن مؤسسات المجتمع المدني وكذلك المنظمين.
وقضية التغيرات المناخية هي قضية حقوقية بامتياز، فالتغيرات المناخية أهدرت الحقوق الاساسية للمواطنين وعلى راسها الحق فى التنمية وللأسف الدول التي تسببت فيما حدث من تغيرات مناخية هم من ينادون باحترام حقوق الانسان ويدعون الدول التي تنتهك هذه الحقوق الى احترامها وترفض فى نفس الوقت الالتزام بما عليها القيام به للتصدي لهذه الظاهرة.
وهذه الدول وهنا اقصد الدول الصناعية الكبرى مطالبة بتعويض الشعوب المتضررة من التغيرات المناخية عن الاضرار أولا.. وأن تلتزم بأن تعمل على خفض الاحتباس الحراري بمقدار 1.5 درجة مئوية، لمواجهة الآثار الكارثية للتغير المناخي وان تتم هذه العملية في أقل من عقد من الزمان ثانيا.
فمبكرا حذرت مؤسسات حقوق الانسان من التأثيرات الكارثية للتغيرات المناخية على البشر ورصدت هذه الانتهاكات فى عدة تقارير دولية واقليمية وأصبح الخطر فى كل مكان فى العالم حقيقة ويراه ويشعر به المواطن العادي، فالفيضانات والسيول والأمطار التي تأتى فى غير موسمها اصبحت ترى فى كل مكان في العالم وتشريد الملايين من البشر بسبب هذه الكوارث اصبحت في كل مكان حتى في الدول المتقدمة وآخرها السيول التي ضربت ولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في 9 سبتمبر 2019، البيان الافتتاحي للدورة 42 لمجلس حقوق الإنسان: يهدد تغير المناخ التمتع الكامل والفعلي بمجموعة متنوعة من حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة، والحق فى الحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي، والحق في الغذاء، والحق في الصحة، والحق في السكن، والحق في تقرير المصير، والحق في الثقافة، والحق فى التنمية.
ويقع على عاتق الدول التزامًا في مجال حقوق الإنسان يقضى بمنع الآثار السلبية المتوقعة لتغير المناخ، وضمان أن يتمتّع الأشخاص المتضررون منه، لا سيّما من يعيش أوضاعا هشّة، بإمكانية الوصول إلى التعويضات ووسائل التكيف الفعالة لعيش حياة كريمة.
وقضية التعويض عن الاضرار من التغيرات المناخية أمر يجب ان يطرح بصراحة وبوضوح في قمة شرم الشيخ وان يتم ايجاد آلية سهلة للحصول عليها سواء الدول أو الأفراد خاصة وأن أكثر المناطق تضررا من التغيرات المناخية هى قارتا أفريقيا ووسط اسيا أي أن الدول النامية والتي تحاول ان تخرج من عباءة الفقر التي ورثته عن الاستعمار وتلاه الفساد الملازم لحركات التحرر.
ومعاناة هذه الدول لسنوات طويلة لحكم الفرد خلفت وراءها دولا هشة غير قادرة على مواجهة الآثار الكارثية للتغيرات المناخية وبالتالي هناك مسئولية اخلاقية وقانونية على الدول الصناعية والدول الغنية الى تعويض هذه الشعوب عن سنوات الاستعمار أولا وعلى التأثيرات الخطيرة للتغيرات المناخ.
القمة القادمة أمامها تحديات كبيرة وعلى المشاركين فيها من كافة الأطراف ان يكون لديهم نية صادقة لإنقاذ كوكب الارض التي حولته الانشطة البشرية الى كوكب للكوارث المناخية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية