من الموضوعات الشائكة والتي باتت تفرض نفسها في الغرب المثلية الجنسية والتي كما لو كانت خط أحمر لكل من يناهضها ويكفي لإنهاء مستقبل أي شخصية عامة أن يبدي امتعاض أو يرفض صور المثلية الجنسية، فيقيم له الغرب محكمة تفتيش فورية، ويتم محاربته بكل السبل.
ولكن الغرب له ثقافته وله منظومة القيم الخاصة به والتي لا تتماشى مع ثقافتنا في العالم العربي والعالم الإسلامي بل ومع ثقافات أخرى متعددة في أفريقيا وآسيا، فلكل مجتمع قيمه وثقافته.
وقد نعتقد أن الموضوع بعيد عنا وأنه يخص الغرب وحده ولكن هذا بمثابة دفن الرأس في الرمال. فهناك مئات القنوات الإعلامية والمنتديات التي تبذل كل الجهود وتدعم بقوة نقل الأمر للعالم العربي. ويتم استخدام وسائل ضغط كثيرة بل وتعمل الماكينة الإعلامية للمؤسسات الدولية. نحو تمهيد الطريق وتزيين موضوع المثلية لشبابنا في العالم العربي.
المشكلة الكبرى أننا نحاول تفادي النقاش حول الموضوع، ولست متأكداً إذا تم نقاشه في أي منتدى رسمي والوقوف على تلك الظاهرة ومحاولة فهمها والتعامل معها بأساليب علمية.
لقد كان موقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب واضحاً حيث قال إن التحول في الجنس دون ضرورة طبية «انحراف واضح» عن سنة الله في خلقه، وبالنظر إلى أن الأزهر هو أعرق مؤسسة دينية في العالم الإسلامي فهذا الرأي يمثل الرأي الأهم والأوضح.
الكارثة أن يتم فرض المثلية وثقافتها في مواد إعلامية برّاقة وتم إعدادها بعناية شديدة وبجودة عالية من قبل منظمة الأمم المتحدة وبالتحديد المفوضية السامية لحقوق الإنسان، حيث توجد فيديوهات باللغة العربية تحكي قصصاً تزين فكرة المثلية وتشجع عليها بل تحفز الشباب بالتحديد وخاصة شباب الجامعات على الانضمام لما يسمى «مجتمع الميم».
طلب إحاطة يحذر من أعمال ترفيهية تروّج للمثلية الجنسية
أتمنى أن يتم الانتباه وبأقصى سرعة لهذا الأمر والاستعداد الفوري له، سواء من الناحية العملية على الأرض أو من الناحية الإعلامية. نحتاج لدراسة هذه الظاهرة ومعرفة الأسباب التي تقود إليها سواء أسباب نفسية أو أسباب عضوية «خلقية».
علينا أن نأخذ بأسباب العلم. ربما هناك حالات تستدعي فعلا التحول بناء على المشورة الطبية وربما هناك حالات تحتاج لعلاج عضوي. وقد تكون حالات علاجها نفسي، هذا الأمر يستدعي تشكيل مجموعات عمل تضم علماء الدين والأطباء المتخصصين وعلماء الاجتماع وعلماء النفس. وكل ذو اختصاص يستطيع الاسهام في فهم الظاهرة والتعامل معها بالوعي اللازم والاتزان والهدوء ودون أن نقيم من أنفسنا قضاة وجلادين في نفس الوقت.
لابد من دراسات وحلول علمية على أعلى مستوى لأن هذا الموضوع هو بمثابة أمن قومي لأوطاننا. خاصة في وجود الانفتاح المعلوماتي وإزالة الحواجز تماما عن العالم الخارجي. أضف إلى ذلك ضعف الوازع الديني والتربوي وتخلي الأنظمة التعليمية عن دورها في التربية والاكتفاء بالتعليم فقط.
أتمنى أن نتخذ خطوات جدية وملموسة وفعالة قبل فوات الأوان فبعد ذهاب جيل الآباء والأمهات الحالي. سيأتي جيل لديه الكثير من المشكلات في الهوية والتربية والقيم. نحتاج للتعاون والتكامل لإنقاذ أجيالنا القادمة، حتى لا نصبح مجرد ذكرى.