المجالس – وكالات:
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر تتطور بشكل كبير على الرغم مما تواجهه من تحديات، منوها بأنه تم تحقيق الكثير في العديد من المجالات على مدى السنوات الأخيرة.
وأعرب الرئيس السيسي في مقابلة مع تشارلي روز بمحطة «بي.بي.إس» الأمريكية، الثلاثاء – عن أمله في أن تستعيد مصر مكانتها الصحيحة وتحقق التنمية والرخاء لجميع المصريين، موضحا أن مصر بلد كبير يبلغ تعداد سكانه 90 مليونا يرغبون في أن يعيشوا في أمن وسلام، لافتا إلي التزام مصر بنظام القانون والتعامل مع كافة القضايا في إطار قانوني.
وقال السيسي «يجب تحقيق التوازن بين الأمن والاستقرار، خاصة في منطقة تعج بالاضطرابات والأمور الأخرى، مشيرا إلى ما شهدته الولايات المتحدة خلال اليومين الماضيين وتأثير ذلك على استقرار وأمن المجتمع الأمريكي، مبينا أنه بغض النظر عن مرتكب الهجمات التي وقعت في الولايات المتحدة، كان هناك تأثير سيئ لهذه الهجمات، وكذلك تبعات تحملتها قوات الأمن المسئولة عن حماية امن المواطنين في الولايات المتحدة كما يحدث في أي مكان آخر في العالم .
وأضاف «أن الاٍرهاب يمثل أخطر تهديد لا يواجه مصر فقط بل المنطقة والعالم بأسره، مؤكدا ضرورة تبني استراتيجية شاملة لمواجهة الاٍرهاب لا تعتمد فقط على الجانب الأمني، ولكن تشمل مختلف النواحي بما في ذلك الأمن والاقتصاد والثقافة والعلوم وتصحيح الخطاب الديني”.
وأشار الرئيس إلي أن الوضع في سيناء تحسن بصورة كبيرة مقارنة بما كان عليه في السابق، موضحا أن الهجمات الإرهابية لا تتعدى حاليا نسبة واحد او اثنين في المائة مما كانت عليه في سيناء.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي «إن الشعب المصري أراد التغيير في 25 يناير 2011، بينما قرر في 30 يونيو 2013 تصحيح إرادته، مشيرا إلي أن مصر لديها الآن دستور لا يسمح ببقاء الرئيس بعد انتهاء فترة ولايته ولو ليوم واحد».
وأضاف «أنه سيتم إجراء انتخابات رئاسية بحلول منتصف عام 2018، حيث سيتم انتخاب رئيس جديد أو يعاد انتخابه وفقا لإرادة الشعب، وهو ما وصفه بأنه تغيير كبير في الساحة السياسية في مصر».
وفيما يتعلق بمحاولات البعض استغلال الإسلام، قال الرئيس السيسي :«هناك سياق ديني معين يعتنقه البعض يسعى إلى تجنيد عناصر تقوم بارتكاب أعمال عنف وإرهاب وقتل، مشيرا إلى أن انتشار السلاح مع هؤلاء الذين يعتنقون هذا الفكر أدى إلى تدمير دول، وهو ما تعاني منه المنطقة في دول مثل (سوريا وليبيا والصومال وأفغانستان)، مؤكدا أن هناك حاجة لتكاتف كافة الجهود لمواجهة فكرة التطرف بصفة عامة وليس جماعة بعينها».
ورداً على سؤال حول الجهود التي يبذلها التحالف الدولي لمواجهة الاٍرهاب، قال الرئيس السيسي «هناك حاجة لجهود مشتركة وإرادة قوية من جانب الجميع، وتخصيص الموارد اللازمة للتصدي للإرهاب بصورة حاسمة».
وشدد علي أن مصر تعتبر عنصرا حاسما في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، مؤكدا أن زعزعة الاستقرار في مصر سيعني تهديدا حقيقيا للمنطقة وأوروبا والعالم بأسره.
ورداً على سؤال حول وضع الاقتصاد المصري، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي «إن الإرهاب حرم مصر من موارد كبيرة كانت تساهم في دعم الاقتصاد، موضحا أن العناصر الإرهابية تحاول زعزعة الاستقرار بهدف إضعاف الاقتصاد، وهو في النهاية يؤثر على المواطن وعلى استقرار البلاد».
وأضاف «أن مصر تواجه حربا شرسة ضد الاٍرهاب لأكثر من ثلاث سنوات وتعمل على توفير الأمن على طول حدودها مع ليبيا، والتي تصل إلى أكثر من ألف كيلومتر، وكذلك على طول حدودها الجنوبية، وهو ما يحتاج إلى بذل جهود ضخمة وإلى موارد كبيرة”.
وفيما يتعلق بأهمية البرنامج التمويلي الذي سيقدمه صندوق النقد الدولي لمصر، قال الرئيس السيسي «إنه سيعطي مصداقية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبناه الحكومة».
وبشأن مشكلة البطالة، أشار الرئيس السيسي إلي أن نسبة الزيادة السكانية في مصر تصل إلى 2.5% سنويا أي ما يصل إلى 2.6 مليون نسمة سنويا، في حين يدخل أكثر من 600 ألف شاب إلى سوق العمل كل عام، وهو ما يعني ضرورة توفير وظائف عمل، موضحا أن الجهود الرامية للتغلب على البطالة في مصر بصورة كاملة ستستغرق وقتا.
وشدد الرئيس السيسي علي حرص الحكومة المصرية على زيادة النمو الاقتصادي، وكذلك حل مشكلة النقد الأجنبي بحلول نهاية العام الحالي.