الحدث العالمي الذي شهدته مدينة الأقصر في الأسبوع الماضي مهم جدا في إطار عودة المدينة التاريخية إلى مكانتها في السياحة العالمية.. وهو حدث تأخر كثيرا لكنه تم أخيرًا وتم تنفيذه بقوه وبتنظيم رائع أشاد به المهتمون في العالم.
دار أزياء عالمي مثل ستيفانو ريتشي عندما يقرر أن يقيم حفله السنوي في مدينة الأقصر وفي معبد حتشبسوت بالبر الغربي هو حدث دعائي بامتياز وهو حدث يجب البناء عليه فهو نمط من الدعاية الجديدة لمصر خصوصا أن الذين حضروا الحفل هم صفوة المجتمع العالمي من أثرياء العالم والمهوسين بخطوط الموضة والأزياء.
ومنذ الاحتفال الكبير الذي شهدته المدينة منذ عام تقريبا بحضور رئيس الجمهورية لافتتاح طريق الكباش لم تشهد المدينة أي حدث مماثل ويومها كتبت وقلت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذا الحفل أعاد الاعتبار إلى مدينة الأقصر ويجب أن نستغل هذا الاحتفال بأن يكون لدينا كل أسبوع احتفالية عالمية في أحد المعابد في المدينة وأن يكون لدينا كرنفال سنوي مثل كرنفال «ريو» في البرازيل يأتي إليه الناس من كل أنحاء العالم ولدينا عيد «أوبيت» أو يوم «وفاء النيل» مناسبة مهمة لإقامة الكرنفال وهذه الأعمال تعيد مدينتي الأقصر وأسوان وما بينهما من مدن إلى مكانتهما على خريطة السياحة العالمية .
وطالبت مسئولي وزارة السياحة مع المحافظة بوضع خطة لهذه الاحتفالات والبحث عن رعاة وشركاء لتنفيذها. لكن لم يتحرك أحد ولولا تحرك رجل الأعمال محمد أبو العينين والدكتور زاهي حواس بإقناع ستيفانو ريتشي بإقامة الحفل والتسهيلات التي قدموها له ما كان الأمر تم وكانت أقيمت الحفلة في أي مكان آخر.
فهذا الحفل قد لا يهم المصريين ولا العرب لكنه له تأثير مهم في أوروبا وأمريكا والدول الغنية في آسيا. فهناك الملايين من المهوسين بقضية الموضة والأزياء. ولديهم القدرة المالية لتتبع أخبار دور الأزياء العالمية وتتبع حفلات العرض الخاصة به «دفيلية». وتوجد وسائل اعلام متخصصة في الموضة ومجلات وصحف في كل مكان في العالم. بجانب آلاف من المواقع الإلكترونية بكل لغات الأرض. حتى البوابات الإخبارية لديها قسم خاص بالموضة.
فمن هنا تأتي أهمية هذا الحفل فهو لا يستهدف الحاضرين لكنه يستهدف الملايين التي تتابعه وبالتالي قدم لنا خدمة جليلة بأنه أقامه في معبد أقوى ملكات مصر وفي البر الغربي حيث يوجد مقابر الملوك والأمراء وتحف فنية على أعلى طراز.
إن الإبهار الذي ظهر به العرض تمثل في البساطة التي نفذها ستيفانو ريتشي. واستخدم سلالم المعبد في نزول وعودة العارضين. مما جعل للعرض طابعًا خاصًا وكان مثار تعليقات عدد كبير من المواقع والصحف ووسائل الإعلام المتخصصة في الموضة.
فنحن في الأقصر و أسوان في حاجة إلى مثل هذه الاحتفالات ونحن على أعتاب موسم الشتاء وهو موسم السياحة في المحافظتين ونحن في حاجة لأن يتم وضع مخطط سنوي لهذه الاحتفالات العالمية والبحث من الآن عن رعاة عالميين لها وتقديم التسهيلات اللازمة للمنظمين.
فنحن نحتاج إلى مخاطبة الغرب والشرق والشمال والجنوب فالدعاية المباشرة لا تكفي. ولكن الدعاية بصناعة الأحداث تساعد أكثر على جلب السائح في مصر.
والأغرب أن مدينة مثل الأقصر لا يوجد بها مدينة رياضية أوليمبية ولا قاعة مؤتمرات كبرى أشبه بالموجودة في شرم الشيخ. رغم أنها من المدن التي تملك بنية فندقية تساعد على استضافة أحداث رياضية كبرى ومؤتمرات دولية.
وبصفتي أحد أبناء مدينة الأقصر. لا يبقى إلا أن أشكر النائب محمد أبو العينين والدكتور زاهي حواس على التحرك وما تكبداه من جهد وأموال. لإقامة هذا الحدث في أقدم عاصمة مصرية على أرض طيبة الطيبة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية