أيام قليلة وتنطلق فعالية قمة المناخ cop27، التي تحتضنها أم الدنيا مصر، وتنعقد في مدينة شرم الشيخ بحضور قادة ورؤساء عدد كبير من الدول، للحديث عن تداعيات وتأثيرات التغير المناخي على العالم، وآليات مواجهة هذه الأزمة العالمية، وتعزيز فرص إنقاذ العالم من الخطر الداهم الذي يهدده بسبب هذه التغيرات الطارئة.
«1» تداعيات وآثار التغيرات المناخية
نتج التغير المناخي عن عدد من الأسباب، كان بينها توليد الطاقة الناتج عن حرق الوقود الأحفوري في جزء كبير من الانبعاثات العالمية، والذي كان أحد أسباب إنتاج ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز، وكذلك الانبعاثات الناتجة عن الصناعات التحويلية والتي تعتمد معظمها على حرق الوقود الأحفوري، وقطع الغابات واستخدام وسائل النقل لهذا الوقود وإنتاج الغذاء المتسبب في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتزويد المباني بالطاقة التي ظلت معتمدة على الفحم والنفط وانبعثت منها كميات كبيرة من الغازات.
كل هذه الأمور كانت سببًا في الخلل الذي أصاب التكنيك الطبيعي لحركة المناخ، وأحدث اضطرابات كبيرة في الطبيعة ذاتها، فتوترت درجات الحرارة وتبعثرت الظواهر المناخية الطبيعية في غير موعدها، وزاد الجفاف وفقد الكوكب توازناته الطبيعية التي أنشئ عليها.
وبات الخطر يحيط بالأرض من كل جانب، برًا وبحرًا وجوًا، وأصبح الإنسان في حالة شديدة من الهلع وعدم الاتزان وتخلخلت منظومة حياته اليومية.
«2» إفريقيا.. الوطن الصامد أول الضحايا
على مدار التاريخ، ستجد أن إفريقيا وطنٌ صامدٌ، هذه القارة التي ظل شعبها دائمًا يعيش في أمان واستقرار وسلام، إلى أن جاءت البرتغال وألقت الضوء عليها عن غير عمدٍ، فباتت مطمع للغزاة الأوروبيين وأبناء القارات المجاورة، الذين وجدوا فيها الخير كله، فأبوا ألا يتركوها أبدًا ولا يدخلوها إلا ناهبين سارقين لثرواتها وخيراتها، منقضين على شعبها كالفريسة.
ورغم ما نعمت به القارة من استقلال مؤخرًا، إلا أن أذى العالم المحيط الخارجي لها لم يتركها وشأنها، فبسبب المجتمع الغربي الصناعي الضخم، أُصيب العالم بخلل في نظام المناخ، وطال الضرر الأمة الإفريقية واستشرى الجفاف وتأثرت الموارد المائية وتفاقمت ظاهرة النزوح الداخلي وتزايد الاحتقان بين الرعاة والمزارعين على خطوط السافات، ليصل إلى صراعات مسلحة في عدد من الدول الإفريقية كـ «مالي والسودان ونيجيريا» على سبيل المثال.
دراسات وأبحاث كثيرة تشير إلى خطورة الوضع على بعض البلدان بسبب تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح البحر، مثل «غينيا وغامبيا ونيجيريا وتوجو وبنين والكونغو وتونس وتنزانيا»، والذي يصل تأثيره أيضا إلى التراث الثقافي الإنساني في الدول الإفريقية.
«3» التأثيرات الاقتصادية
حدة التغير المناخي على القارة، أفقدها قيمتها كسوق اقتصادي كبير، وبات الاستثمار فيها مهددًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحر وظروف الجفاف والفيضانات في عدد كبير من الدول، فبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كان عام 2021 واحدًا من أكثر أربعة أعوام حرارة على الإطلاق.
«4» مطالب القارة الإفريقية في COP27
القارة الصامدة والوطن البريء والشعب المسالم، لم يصبح في وسعه الآن سوى مطالبة الدول الأكثر ثراءً والمسببة للتلوث، بتقديم المزيد من الأموال للمشروعات والاستثمارات الخضراء واستخدام الطاقة النظيفة، لمعالجة ما آلت إليه الأمور في القارة والتعويض عن الخسائر المرتبطة بتغير المناخ، مع التركيز على ضرورة التوقف عن مسببات تلك الأزمة، والسير في المسار الصحيح نحو مستقبل أخضر نظيف.
اعتقد هذا هو المطلب الأهم لقادة القارة السمراء في قمة COP27 أمل إفريقيا لمواجهة تغير المناخ، المقرر انطلاقها في نوفمبر المقبل بشرم الشيخ في أم الدنيا مصر، وهي المهمة والأمانة التي تحملها مصر بين ذراعيها أمام العالم، للخروج من عنق الزجاجة والوصول إلى الأمان السياسي والاقتصادي والبيئي.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية